مشروع «بوليفارد» العبدلي والذي يعتبر من أهم المشاريع السياحية والحضارية التي أقيمت في العاصمة خلال السنوات الماضية، وشكل نقله نوعية في جعل العاصمة عمان أكثر جمالية وأكثر جذبا للسياحة سواء المحلية أو الخارجية وبطابع حضاري معاصر نتفاخر به أمام ضيوفنا من الخارج، فلماذا لا تنقل هذه التجربة إلى «مدينة العقبة» لتكتمل عناصر جماليتها وجعلها أكثر تنافسية في جذب السياحة.
هذه الفكرة ليست مستحيلة ويمكن ترجمتها على أرض الواقع من خلال جذب استثمار مماثل ومتشابه مع فكره بوليفارد العبدلي والذي أقيم من خلال استثمار عقاري سياحي من مختلف المطورين أو من خلال تأطير هذه الفكرة وبلورتها من خلال «مشروع استثماري محلي» تتشارك فيه كل من سلطة العقبة وصندوق استثمار الضمان وصندوق الاستثمار الحكومي وبالتشارك مع القطاع الخاص والبنوك المحلية وخاصة أن إقامة مثل هذا المشروع المتكامل سيحقق عوائد استثمارية كبيرة، بالإضافة إلى أنها ستساهم في تشغيل الآلاف وتجعل من العقبة منطقة جذب على كافة المستويات السياحية والثقافية والفنية.نعم لم لا، فلنتخيل أن مشروع كما «مشروع البوليفارد » موجود في العقبة في فنادقة وشكله وبكل ما فيه من مولات وسينما وأسواق وماركات عالمية ومطاعم، بالإضافة إلى إقامة منطقة ضمن هذا المشروع للمسارح الفنية التي تأتي بكل فناني العالم و مقر للمؤتمرات والمهرجانات العالمية والتي تقام به كبرى الجوائز في العالم، فمثلا لماذا لا يكون لدينا مهرجان العقبة السينمائي؟، ولماذا لا يكون لدينا جائزة العقبة للسياحة وجائزة العقبة للفنون والمسرح والسينما والدراما؟ والأهم من كل ذلك أن تكون متنفسا لكل من يأتي للعقبة فيتمشون فيها ويقضون أجمل الاوقات ويقضون وعائلاتهم ساعات من الترفية التي تجعل من اقامتهم أطول من الإقامة الحالية.«العقبة» هي متنفسنا الوحيد على البحر وهي واجهتنا للسياحة الشاطئية ولذلك يجب أن يكون التفكير في تطويرها خارج عن المألوف او الأفكار الكلاسيكية التي تمارس اليوم في هذه المدينة، فالسياحة الشاطئية لا تنحصر في إقامة الفنادق أو الحدائق أو الشواطئ، فهي أيضا تحتاج إلى مقومات ترفهية أخرى تساعد على جذب السياحة، وخاصة إذا ما قدرنا أن في معظم دول العالم مدنا شاطئية كثيره وتحديدا في المنطقة، الأمر الذي يعني اننا يجب ان نفكر في مميزات أخرى تجعل من هذه المدينة مقصدا عالميا للسياحة غير الشاطئية ايضا، وهذا لن يكون إلا من خلال المسارح وأماكن الترفية والمهرجانات بما يلبي حاجات السائح بكافة أشكالها.الذهاب في هذه «المدينة» بعيدا وكما نطمح يحتاج إلى أفكار طموحة وأحيانا مجنونة لجعلها تتميز عن غيرها من المدن الشاطئية، وهذا لن يكون ولن يتحقق إلا من خلال إقامة مشاريع متكاملة تستطيع أن تلبي طموحات واحتياجات السائح وتأتي بسياحة جديدة ليس شرطا ان تكون شاطئيه، ولكم في مشروع بوليفارد العبدلي نموذجا يمكن ان ينعكس على هذه المدينة بشكل افضل وأجمل وأكثر شمولية، فل تبدؤوا بجذب استثمارات لمثل هذا النوع من المشاريع.
بوليفارد في 'العقبة' لمَ لا!
مدار الساعة (الرأي) ـ