حالة من القلق سيطرت صباح يوم السبت الماضي، على أعضاء جماعة عمان لحوارات المستقبل الذين تواجدوا في المركز الثقافي الملكي، استعدادا لبدء الندوة التي نظمتها الجماعة حول الهدر في القطاع الصحي ،مصدر القلق كان الخوف من أن لايحضر العدد الكافي من المدعوين للمشاركة في حوارات الندوة بسبب الأحوال الجوية السائدة والمطر الشديد الذي كان منهمرا، لكن شيئا فشيئا تحول القلق إلى راحة، ثم صار فرحا لأن عدد الحضور وسويته فاقت التوقعات ،حتى أننا لم نضطر إلى تأخير انطلاقة الندوة ولو لدقيقة واحدة،فانطلقت أعمالها في الوقت المعلن عنه،احتراما للوقت وقبل ذلك احتراما للحضور المميز واللافت الذي تواجد للمشاركة والذي ضم عدد من وزراء الصحة السابقين، بالإضافة إلى حضور مميز وكبير من الخدمات الطبية الملكية ،كذلك حضور عدد من نقباء النقابات الصحية ،ناهيك عن العشرات من الخبراء في القطاع الصحي من مختلف التخصصات في القطاعين العام والخاص ،كل هؤلاء حضروا إلى قاعة المؤتمرات في المركز الثقافي الملكي، لمناقشة ورقة علمية حول الهدر في القطاع الصحي أعدها الفريق الصحي في جماعة عمان لحوارات المستقبل ،الذي يضم بدوره عدد من الخبراء وأهل الاختصاص في المجالات الصحية المختلفة، وهو حضور يدل على أهمية الموضوع المطروح للتقاش وهي الأهمية التي دفعت قامة بسن ومكانة الدكتور يوسف القسوس إلى مغادرة منزله في جو ماطر لبشارك فى النقاش حول هذا الموضوع الهام.
هذا الحضور المميز عددا ونوعية له دلالات، أولها أن القضايا الجادة ومناقشتها تدفع أهل الاختصاص ،وخاصة المسكونين بالهم الوطني اهمها للحضور للمشاركة في مناقشتها والدفع باتجاه إيجاد حلول للمشاكل التي تكتنفها. ثاني الدلالات لهذا الحضور المميز ،هي الثقة التي تحظى بها جماعة عمان لحوارات المستقبل لدى الناس، بعد ان أعتاد الجميع من الجماعة الجدية في الطرح ،وقبل ذلك الإخلاص والتجرد في العمل من أجل الوطن والمواطن، واختيار القضايا وفق الأولويات الوطنية،لا وفق املأءات التمويل الأجنبي . وفي هذا الإطار جاءت ندوة الهدر في القطاع الصحي ،التي تركت أصداء إيجابية حملها سيل من الاتصالات مع الجماعة بعد انتهاء الندوة، وقد حملت هذه الاتصالات عددا من المقترحات حول قضايا طلب من جماعة عمان لحوارات المستقبل بما لها من حضور ومصداقية أن تتبناها ،وهو أمر تستطيع الجماعة الوعد به والوفاء بهذا الوعد. الامر الآخر الذي حملته الاتصالات وكان قد اثير في المدخلات التي جرت أثناء الندوة هو ماذا بعد ،وماهو مصير التوصيات والنتائج ، وهي اسئلة تثير معضلة أردنية حقيقة، خلاصتها أن الكثير من المشاكل في بلدنا مشخصة ،وعلاجها معروف ،وكل ماتحتاج إليه هو اردة العمل ،وهي حقيقة تدفعنا في جماعة عمان إلى الإستمرار فى طرق الأبواب لعل وعسى.
ندوة الهدر... والمعضلة الاردنية
مدار الساعة ـ