من حق رؤساء الوزاراء السابقين ومن واجبهم أن يتحدثوا عن فترات توليهم المسؤولية وان يطرحوا رؤيتهم في القضايا الراهنة، وأن يطرحوا أفكارهم فهذا هو حق الرأي العام الذي يقيم ويبدي رأيه ويحكم على تجاربهم.
في المقابلات العامة يسعى رؤساء الوزارات السابقون الى تقديم افضل ما لديهم وفي كل الاحوال لم يسعفهم الوقت لتنفيذ خططهم وبرامجهم وطموحاتهم وفي كل الاحوال كانت هناك عقبات وعصي في الدواليب.والحالة هذه ليست من عذر إن كان الرئيس الذي يأتي الى سدة صنع القرار يمنح ولاية عامة بدءا باختيار الوزراء وانتهاء باتخاذ القرار يستسلم لهذه القوى ويعجز عن اتخاذ القرار ويستجيب للحسابات التي غالبا ما لا تخدم مصلحة عامة فمن عساه قد يفعل؟.اقول ذلك بمناسبة سلسلة الحوارات التي يجريها الزميل هاني البدري في برنامجه نيران صديقة مع الرؤساء السابقين وبقي السؤال الذي لم يطرح وهو لماذا لم يقل هؤلاء ما يقولونه اليوم وهم انذاك في السلطة؟.حتى وقت قريب كان خروج الرؤساء السابقين على الرأي العام يعد تشويشا على الرئيس العامل خصوصا ان ادعت تصريحاته الحكمة باثر رجعي او يؤخذ ظهوره على انه منافسة تعود به إلى الموقع بأسرع وقت، خصوصا وان معظمهم خلص الى انهم لم ياخذوا وقتا كافيا، أو ان يصنف بعضهم على انهم من المعارضة ولكن ذلك ليس دقيقا لان شأنهم ليس شأنا خاصا.بعيدا عن السلطة يتحدث الرؤساء براحة نسبية ويقولون ما لا يقولونه وهم في السلطة والفرق شاسع بين الأمرين وبين قيود السلطة ومحدداتها وبين التحرر من ذلك كله عندما يتكلم وفق قناعاته التي لم يستطع تحقيقها عندما كان مسؤولاً.كما في كل الحالات رجال الدولة يظلون مسؤولين تجاه المجتمع والدولة، سواء كانوا في السلطة أو خارجها، والتعبير عن وجهات النظر أو عن الذكريات لا يضير لكن لسبب أو لآخر احتفظ معظمهم بكثير من الأسرار وما قالوه هو ما يعرفه الجمهور.الرؤساء السابقون مخزن خبرة، ومن هنا آحاديثهم وتصريحاتهم مهمة سواء اتفقنا مع خطهم أو اختلفنا معها وسواء قبلنا أعذارهم أم لم نقبل.الرؤساء تحدثوا كثيرا ودافعوا أكثر لكن مسألة القناعة شيء آخر.qadmaniisam@yahoo.com