أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات جامعات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

أزمة 'المنطاد' الصيني: ملفّات خِلافية وشُكوك أميركِية ــ صينِية... 'مُتراكمة'


محمد خروب
kharroub@jpf.com.jo

أزمة 'المنطاد' الصيني: ملفّات خِلافية وشُكوك أميركِية ــ صينِية... 'مُتراكمة'

محمد خروب
محمد خروب
kharroub@jpf.com.jo
مدار الساعة (الرأي) ـ
يبدو ان «الأسف» الذي عبرت عنه الصين بعد عبور منطاد صيني الأجواء الأميركية لم يكن كافياً كي يمضي وزير الخارجية/بلينكن قُدماً في زيارته التي كان مقرّراً ان تبدأ اليوم للعاصمة الصينية, والتي عوّل عليها الطرفان لإعادة «ضبط» علاقاتهما, والحؤول دون مزيد من التدهور، خاصّة ان أزمة المنطاد تزامنت على نحو غير مُتوقع وغير مقصود صينياً بالتأكيد، مع إرتفاع حدّة التوتر بينهما إثر قيام الولايات المتحدة الأسبوع الماضي بفتح أربع قواعد عسكرية أميركية في الفلبين, واتفاق واشنطن ومانيلا على إعادة تسيير دوريات عسكرية مُشترَكة في بحر الصين الجنوبي.
وإذ سارع مدير اللجنة المركزية للشؤون الخارجية/ وانغ يي (وزير الخارجية السابق) الى مهاتفة وزير الخارجية الأميركي/ بلينكن, (وصفَ الأخير وصول المنطاد الأجواء الأميركية بأنه «عمل غير مسؤول"), داعياً بلينكن الى «مُعالجة الحوادث العرضية بطريقة هادئة ومهنية»، مُبلغاً إياه ان على «الطرفين التواصل في الوقت المناسب, وتجنّب اي سوء تقدير»، فإن الغضب الأميركي (المُرشّح في ما يبدو للتصاعد والإستثمار السياسي أميركياً)... والذي تمثّل باشتباه واشنطن بأن المنطاد كان مخصّصاّ للتجسس، إذ «ارتكبَ انتهاكاً واضحاً» لسيادة الولايات المتحدة والقانون الدولي، ما يدفع للإعتقاد ان علاقات البلدين سائرة نحو مزيد من التوتر, الذي حاولت بيجين احتواءه لكن بدون جدوى على ما يبدو. وهو ما تجلّى من بين أمور أخرى، في اتهام الخارجية الصينية «السياسيَّين ووسائل الإعلام الأميركية باستغلال الوضع لتشويه سمعة الصين»، في الوقت ذاته الذي أكدت فيه «التزام الصين بصرامة القانون الدولي واحترام سيادة ووحدة أراضي جميع الدول».اما صحيفة غلوبل تايمز الصينية/الناطقة باسم الحكومة فذهبت بعيداً في الغمز من قناة واشنطن قائلة: ان القضية التي يُثيرها المنطاد، أبعد من مُجرّد التساؤل عن مهتمه. بل ان جوهرها هو التساؤل: أين كانت شبكات التكنولوجيا المُتقدمة للرصد والإستكشاف, التي يُفترَض أنها تغطي كامل الأجواء الأميركية؟, وما تفسير– أضافت – فشلها خلال أيام عديدة, أظهرت أنها مجرّد زخارِف بلا مفعول ».رويتان متناقضتان... رواية أميركية ترى في ذلك عملاً من «أعمال الجاسوسية الذي يتم فيه انتهاك السيادة الأميركية بل والقانون الدولي", في حين تقول الرواية الصينية: انه «منطاد مدني يُستخدَم لأغراض البحث, وبالدرجة الأولى لأبحاث الأرصاد الجويّة»، لافتة الى ان المنطاد » خرجَ عن مساره المُحدّد بسبب تيار هوائي». ولا يبدو ان واشنطن مستعدّة لقبول رواية كهذه, رغم «الأسف» الذي أبدته بيجين. إذ قال بيان الخارجية الأميركية ان الوزير بلينكن » أخذَ علماً بمشاعر الأسف التي أعربت عنها الصين، لكنه أشار- في معرض تفسيره تعليق زيارته – الى أن هذا » عمل » غير مسؤول وانتهاك واضح لسيادة الولايات المتحدة وللقانون الدولي، يُقوّض الغرض من الزيارة». (كان مقرّراً القيام بها اليوم الأحد وغداً الإثنين).لن يتوقف التراشق «الإعلامي» بين البلدين, بل خصوصاً سوف يندرج أميركياً في الصراع بين الحزبين الديمقراطي/والجمهوري, والذي تمثل في التصريحات «الناريّة» التي أدلى بها رئيس مجلس النواب/الجمهوري كيفن مكارتي, واصفاً ما حدث بأنه » تجاهُل الصين (الوقِح) لسيادة الولايات المتحدة", مُعتبِراً إيّاه «عملاً مُزعزعاً للإستقرار يجب التعامل معه». رغم ان ميل إدارة بايدن الى «عدم تفجير الموقف تماماً مع الصين بإلغاء زيارة بلينكن بالكامل, على ما نقلت محطة ABC الأميركية. التي أضافت: ولكن في الوقت نفسه «الاّ يُهيمن موضوع المنطاد على إجتماعات بلينكن مع المسؤولين الصينين", ومن هنا – وفق المحطة الأميركية – جاء القرار بـ «تعليق الزيارة» كموقف «وسط» بين التأجيل والإلغاء.من الصعب التكهّن بالمدى الذي قد تذهب إليه «أزمة المنطاد", والتي ستترك أثرها بالتأكيد على «كمّ» الملفات المتراكمة والمعقدة بين البلدين, والتي تقف على رأسها كما هو معروف مسألة تايوان، كذلك تلك التي «إستحدثتها» أميركا, وهي كما سبق وأشرنا قيام الفليبين بمنح واشنطن حق استخدام مزيد من قواعدها العسكرية, وعودتهما لتسيير دوريات عسكرية بحرية في بحر الصين الجنوبي. أضف اليهما جديد التوسّع المتدحرج لحلف الناتو في المحيط الهادئ, والذي تمثّل بالجولة التي قام بها أمين عام الحلف/ ستولتنبرغ لكل من كوريا الجنوبية واليابان, أطلق خلالها تصريحات لافتة تشي بأن الحلف ينوي التوسّع في تلك المنطقة, خاصّة قوله: ما يحدث في آسيا ومنطقة المحيط الهادئ/والهندي يهم أوروبا وحلف شمال الأطلسي. دون أن ننسى بالطبع الملف الأكثر سخونة وهو ملف الحرب الأوكرانية المقبلة على «ستة شهور حاسمة", على ما قال وليام بيرنز مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية, وإتهامات واشنطن التي لا تتوقف للصين بدعم روسيا.kharroub@jpf.com.joمواضيع ذات صلة
مدار الساعة (الرأي) ـ