كثيرة هي أجراس الانذار التي تقرع في آذاننا صبح مساء ،فالى متى سنظل نتجاهلها،ومن ثم نظل نواجه الأخطار والمخاطر الوجودية التي تواجهنا كوطن ومواطنين بكثير من اللامبالاة وعدم الاكثراث ؟،وفي أحسن الأحوال الإعتراف بوجود هذة الأخطار ،ثم الاكتفاء بالقول "لا حولا ولا قوة إلا بالله العلي العظيم " وكأن مواجهة هذه الأخطار ليست مسؤولية تقع على كاهل كل واحد منا أفرادا ومؤسسات ، وهي مسؤولية صار الكثيرون يتبرمون ممن يذكرهم بها.
مناسبة هذا القول الدلالات الخطيرة إلى درجة الرعب التي يكشف عنها التقرير الذي بثته إحدى القنوات الفضائية الأردنية عن الثوراة العربية الكبرى ،ومدى معرفة الأردنيين بها. فقد طرحت القناة الفضائية سؤالاً على مجموعة من الأردنيين من مختلف الأعمار والمستويات التعليمية والاجتماعية والمهنية عن مدى معرفتهم بالثورة العربية الكبرى ، فكانت إجاباتهم كارثية صادمة، فلم يورد واحد منهم جميعهم معلومة صحيحة واحدة عنها. فقد عرفتها واحدة من المشاركات بأنها( ثورة صارت) وقالت أخرى بأن الثورة العربية الكبرى هي التي قسمت البلاد العربية بين الاحتلال البريطاني والاحتلال الفرنسي،بينما قال أحد المشاركين أن الثورة هي رصاصة أطلقها الشريف الحسين بن طلال ،وقال اخر أنها ثورة قادها الشريف الحسين ضد إسرائيل للوقوف مع بريطانيا ضد الدولة التركية،وقال ثالث أنها ثورة بين العرب، وقال رابع أنها وقعت قبل قرون بمصر والله اعلم . هذه نماذج من المعرفة المنعدمة بالثورة العربية الكبرى ، عند الأردنيين التي قامت على أساسها دولتهم المعاصرة بقيادة الهاشميين كدولة دور ورسالة ،وهو انعدام لايدل على ضحالة ثقافة ومعرفة عند الأجيال الجديدة من الأردنيين،لكنها يدل على ماهو أخطر،وهو انعدام الثقافة الوطنية التي تبني الروح الوطنية والانتماء الوطني والشخصية الوطنية. وهذا الانعدام للروح الوطنية اخطر من الأزمة الاقتصادية التي نعيشها ،لان إنعدام الروح الوطنية هو الذي يكمن أن يستغل لتوظيف الاقتصاد للضغط علينا،لذلك يجب أن يكون اول أولوياتنا بناء تقافتنا الوطنية كمدخل لبناء انتماؤنا الوطني وصول إلى الشخصية الوطنية،فهذا هو مدخلنا الحقيقي لمواجهة كل التحديات.