أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات وفيات برلمانيات جامعات أحزاب رياضة وظائف للأردنيين مقالات أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مستثمرون مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

الأردن والدور الاقليمي رابطة العلماء نموذجا


بلال حسن التل

الأردن والدور الاقليمي رابطة العلماء نموذجا

مدار الساعة ـ
من الحقائق المسلم بها أن هناك جهات وقوى كثيرة في هذا الإقليم لا تريد للأردن دورا متميزا ومؤثرا ،وفي سبيل ذلك تبذل الغالي والنفيس ،وتلجأ إلى كل الأساليب الشرعية والغير الشرعية ،والامثلة على ذلك كثيرة ولكني ساتحدث في هذه السطور عن تجربة عايشتها من لحظة أن كانت فكرة إلى ان وئيدت. فعندما بدأ يشتد عود تيار التطرف المولد للتعصب المولد للإرهاب ،كان لابد من مواجهة هذا التيار من خلال تحصين الأمة فكرياً ضد طروحات هذا التيار،وهذا واجب الفقهاء والعلماء والمفكرين ، ولذلك تبنيت فكرة الدعوة لمؤتمر يضم خيرة علماء وفقهاء بلاد الشام ،وتحمس للفكرة كل من عرضتها عليهم، وفي المقدمة منهم المرحومين الدكتور عبد العزيز الخياط ،والدكتور ناصر الدين الأسد والدكتور وعبد السلام العبادي،وبالفعل تمت الدعوة لعقد مؤتمر علمي فقهي في عمان، حضرة مئة عالم وفقيه ومفكر من بلاد الشام الأربعة :الاردن وفلسطين وسوريا ولبنان بمعدل خمسة وعشرين مشاركا من كل بلد ،واستمرت أعمال المؤتمر لمدة يومين .
كان من أهم قرارات المؤتمر بالإضافة إلى سبل مقاومة التطرف، تأسيس رابطة لعلماء بلاد الشام ، تكون أبوابها مفتوحة في المرحلة الأولى الفقهاء والعلماء والمفكرين من بلدان الشام الأربعة ،ثم تتوسع فيما بعد،وقد تم انتخاب مجلس أمناء للرابطة مثل الاردن فيه الدكتور عبد العزيز الخياط والدكتور عبد السلام العبادي وانا العبد الفقير لله، وكان ممن مثل فلسطين في الأمانة العامة للرابطة مفتي القدس، وقد كان هذا شرطا الزاميا في ميثاق الرابطة الذي أقر فيما بعد ، وانتخب سماحة الاستاذ الدكتور العلامة وهبة الزحيلي من سوريا رئيسا للرابطة، كما تم انتخابي أمينا عاماً . اول العقبات التي واجهتنا ونحن نضع ميتاق الرابطة،هو اعتراض البعض على أن تكون عمان مقرا دائما للرابطة،وبعد نقاش مطول تم التوصل إلى صيغة تكون فيها القدس هي المقر الدائم للرابطة ،وتكون عمان مقرا مؤقتا للرابطة إلى حين تحرير القدس. لم يكن الاعتراض على أن تكون عمان مقرا دائما للرابطة، هو أول وآخر اعتراض على أن يكون للاردن دورا اقليميا في هذا المجال الحيوي لفكر الأمة،فقد انزعجت دول بعينها من هذا التحرك الذي انطلق من عمان ، خاصة بعد أن قادت الرابطة وساطة ناجحة بين الأطراف اللبنانية بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري ،حيث التقى وفد من الرابطة رئيس وزراء لبنان حينها فؤاد السنيورة ،كما التقى الرئيس سعد الحريري وكذلك الأمين العام لحزب الله ،بالاضافة إلى جميع المرجعيات الدينية الإسلامية والمسيحية في لبنان ، فزاد هذا التحرك الذي انطلق من عمان باسم العلماء تلك الدول من انزعاج تلك الدول التي عبرت عن انزعاجها بصور مختلفة، وسارعت واحدة من هذه الدول ،وهي ليست من دول بلاد الشام، إلى تأسيس وتمويل إطار مشابه وموازي ،وظلت الخطوات تتلاحق لإنهاء الدور الأردني في هذا الميدان حتى وصلت إلى هدفها ،لاننا في الأردن نشبع بعضنا عواطف لكننا نترك ظهورنا مكشوفة ،او نترك فريقا منا بخوض المعركة منفردا دون إسناد ،حتى إذا سقط ندمنا على خسارته. قصة رابطة علماء بلاد الشام مجرد نموذج من نماذج سعي بعض القوى الإقليمية لإضعاف بلدنا،الذي علينا أن نلتف حوله، كما علينا السعى لكي يمتلك كل أسباب المنعة الداخلية، والحضور المؤثر إقليميا ودوليا.
مدار الساعة ـ