تلقيت دعوة للقاء ما سمي "اخوة ناديي الفيصلي والوحدات"، وطبعا ممتن لمن أرسل الدعوة ولمن نظم هذا اللقاء، ولمن حضره من شخصيات محترمة ومقدرة.
ولكي أتحدث بصراحة، توقفت عند عنوان اللقاء كثيرا، واعتقدت بأنه مصالحة بعد حرب لا سمح الله، أو علاقة متوترة ومتهالكة وتحتاج الى الترميم واصلاح ذات البين، وعندها سألت وانا إعلامي مختص بالشؤون الرياضية: هل حقا الامور وصلت الى هذا الحد حتى يبذل رئيس مجلس الاعيان الذي نحترم ونقدر حسه الوطني، وبرفقته مجموعة من النواب، كل هذا الجهد من زيارات الى الناديين بهدف الدعوة للصلح ونبذ خطاب الكراهية؟بداية، وانا كنت حتى قبل شهرين، عضوا في اللجنة المؤقتة للنادي الفيصلي، لم أشعر ورئيس اللجنة والاعضاء المحترمون بأي خصومة مع نادي الوحدات، وكنا دوما نلتقي ونتصافح ونتحدث بكل ود ومحبة، وحتى في مباراة دون جمهور، وهي قبل نهائي الكأس جلسنا كلتا الادارتين مع بعضنا البعض وتفاعلنا مع احداث المباراة ومن ثم باركنا لادارة الوحدات بكل روح رياضية، وهكذا تمضي الرياضة بحلوها ومرها في ارضية اللعب فقط، وعندما ذهبنا الى غرفة اللاعبين للشد من ازرهم وتحية جهودهم كان لاعبو الوحدات يبادلون لاعبي الفيصلي الحديث عن المباراة بروح عالية تجسد قيم العلاقة بين الفرسان.وهنا اسأل: لماذا كل هذا الاصرار على تأكيد أن هناك تجاذبات بين الناديين وزيارات لكلتا الادارتين والتأكيد على سمو العلاقة بينهما، وهي بالاصل مترسخة؟وازيد أكثر: خلاف نادي الوحدات الاخير حول ما اشار الى احقيته باللعب على ستاد القويسمة هو خلاف مع اتحاد اللعبة، الجهة المنظمة، ولم يكن الفيصلي طرفا فيه، فلماذا تم الزج بالنادي الفيصلي والاجتهاد بنظريات خاطئة وغير صحية وتخلو من المنطقية؟وأما عن طبيعة المنافسة بين جماهير الفريقين، فهي ظاهرة طبيعية في كلاسيكيات كرة القدم، ولمن لا يعرف عليه متابعة تفاصيل ما يحدث بين جماهير الاهلي والزمالك في مصر، وبين جماهير الهلال والنصر بالسعودية، وبين انصار الريال وبرشلونة باسبانيا، وفي الحرب الضروس بين جماهير ريفربليت وبوكا جونيورز بالارجنتين.هي مناكفات رياضية بين الجماهير، وفي كثير من الاحيان تضفي المزيد من الاثارة على المنافسات، ونعلم أن هناك مشاهد خارجة عن النص تحتاج الى معالجة، لكن ليس مع الادارات بل بمخاطبة الجماهير عبر خطاب شامل ووطني، لا عبر احاديث في غرف مغلقة مع ادارات تتشابك الايادي فيما بينها وتجمع بين الاعضاء علاقات اخوة وصداقة وحتى النسب.يا من تحبون ركوب الموجة، ابحثوا عن الاسباب الحقيقية لا عن الشو والتصريحات المعلبة، ووجهوا حديثكم الى الجماهير، ذلك ان الادارات وحتى الاتحاد، لا يملكون القدرة على السيطرة على ردات فعل الجماهير،، وفهمكم كفاية.
من المجالي: الى سعاة الخير.. وحدات وفيصلي: فهمكم كفاية
مدار الساعة ـ