مدار الساعة - عقدت الجمعية الفلسفية الأردنية ندوة حوارية حول "تجليات ظاهرة الترهيب الفكري بالاردن فيلم الحارة انموذجًا واعمال فنية وادبية اخرى"، الثلاثاء في مقر الجمعية بعمان.
وتحدثت الفنانة نادرة عمران حول فيلم الحارة قائلةً: كمية التعليقات والهجوم والردود التي حصلت بعد فيلم الحارة "سببلي كثير حزن".واضافت هناك كميات تناقض وتعداد الشخصيات والنفسيات داخل الشخص ذاته في معظم المجتمع وذلك نتيجة ما يحدث كل شيء اصبح سلعة، فنحن في مجتمع غريب.وتابعت: ان جزءاً من المجتمع اصبح متناقضاً "فبيتي لازم يكونوا خواتي محجبات بطلع برا بتبصبص وعلى الهواتف يقوم بمتابعة الافلام"، مشيرة الى ان هنالك العديد من الافلام الاجنبية تحتوي على مشاهد لا تناسب المجتمع ورغم ذلك يشاهد هذه الحلقات الاسرة بكاملها.وأكدت على ان فيلم الحارة واحدة من المصائب داخل المجتمع وان المؤشرات تقول ان هنالك شيئا كبيرا، مشيرةً الى ان مجلس النواب "كل شي مش لازم يناقشوه بناقشوه واللي لازم يناقشوه ما بناقشوه". وقال الفنان الأردني منذر الرياحنة: نحن لا نتحدث عن فكر واضح نستطيع مناقشته، فالمشكلة نحن نتحدث مع العبط (العبط الفكري)، بوجهة نظر النص.ويظن الرياحنة، ان الموضوع مش فيلم الحارة لكن الموضوع انه في ناس مريضة بدها تثبت حالها باي شكل من الاشكال. واضاف ان اجمل ما في الفيلم حصل تناقض بين الجمهور بين مؤيد ومعارض وهذه هي النكهة الفنية في العمل السينمائي، اي ليس من الضروري ان تعجب كافة الجمهور.وتمنى حضور مجموعة من المحامين خلال الفعالية لرفع قضية بشكل واضح وصريح، والشتيمة التي صدرت فهي شاملة لكل فنان اردني، معتقدًا ان الدخول في قضية حسب القانون "نحن خسرانين" وذلك لوجود حصانة للنائب تحت القبة.وتساءل الرياحنة، وفق رصد مدار الساعة "هل الدستور والقانون يسمح للنائب الشتم والسب ضمن اطار الحصانة". وتابع احنا قدمنا فيلم سواءً حصل على جوائز ام لا فهو يمسنا جميعًا "حارتنا ضيقة لا تناظر علي" ما رح اسكت لو حتى كانت حربا شخصية. وقال الفنان منذر الرياحنة، انا بدي قضية واضحة وصريحة في المحكمة، هل صاحب المنصب يحق له شتم الناس وهل هذا عمل ممنهج، مستهجنًا الهجمات من مجلس النواب على فيلم الحارة قائلًا: "اللي صار على فيلم الحارة اقسم بالله ما قعدو على الميزانية زي هيك".واضاف انا تعبت قد ما بهرب من كثرة اللقاءات، مبينًا انه سيتجه لمجموعة من المحامين لتقديم قضية رسمية بالمحكمة، واحنا ابناء هذا الوطن وسفراء للوطن واصحاب حق في اخر شيء حصل معنا. وناقش الدكتور سمير قطامي، موضوع الترهيب الفكري الذي يتعرض له الادباء الفنانون نموذجًا فيلم الحارة الذي اثار ضجة ونوقش في البرلمان ورواية ميرا اراد للكاتب قاسم توفيق وهاجمها فرسان البرلمان وطالبوا بمحاكمة الكاتب، مؤكدًا على ان رواية ميرا لا تحتوي على مشاهد جنسية كما قالوا.وعرض قطامي تفاصيل الرواية التي حظيت بانتقادات كبيرة من المجتمع الاردني ودار نقاش بين الحضور منهم المؤيد ومنهم المعارض ومنهم من وصفها بانها لا ترتقي لان تكون رواية ومنهم المؤيدون.واضاف ان الكاتب قاسم توفيق اراد ان يصور في هذه الرواية الرحلة وما تعرضت له من تعصب بالرغم من اننا ندعي اننا مجتمع ديمقراطي ومتقبل للاخر، كم نحن ممزقون ومزدوجون. وقال المخرج فراس محادين نحن هنا لدعم حرية التعبير في ثقافة الفن لا يمكن التحدث عن الفكر والابداع واضاف يجب ان نفصل بين النقد الفني وبين الترهيب الفكري وقطع الرؤوس ورفض هذا العمل، ومن حق اي انسان ان ينتقد والقبول او الرفض، ولكن ليس من حق اي شخص الاساءة لأي فنان ومنع الناس من التعبير عن رأيهم وتساءل هل تحول المجلس لمنبر لشتم الناس والبلطجة، مؤكدًا ضرورة محاسبة النائب الذي شتم الفنان، وهو بالأساس منبر للدفاع عن حقوق الناس.ويعتقد محادين ان هنالك محاولة لبرمجة الناس لرفض التجارب الفكرية، مشيرًا الى انه شاهد حالة غريبة بالاردن صدرت من البرلمان فهو القائد للحملة على فيلم الحارة واكد على ان فيلم الحارة تحفة سينمائية وهو متكامل الاركان فنيًا، معلنًا موقف ضد المطاوعة الفكرية والثقافية وهذا الموقف يجب تبنيه.وقال: هنالك ظاهرة خوف لدى الفنانين بسبب هذه الحملات، ويجب الوقوف امام هذه الحالة وفرملة هذه الحالة ويجب التأكيد على ان من يقوم بالعمل الابداعي والفكري يجب ان يكون مستعدًا للمواجهة "مش كل ما واحد طلع وحكاله كلمة بدنا نتردد ونتراجع وتعيدنا للخلف عشر خطوات. هذا وأثار فيلم “الحارة” الأردني جدلًا عامًا حادًا بين أناس مستائين من تصويره للمجتمع الأردني، وآخرين يدافعون عن حرية التعبير.