مولاي جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين أدامه الله. نحتفل اليوم بعيد ميلادك الحادي والستين، وانت كما أنت؛ تحمل أمانة هذا الشعب، وتقود سفينة هذا الوطن باقتدار في بحر متلاطم الأمواج وسط محيط ملتهب. وحين وقف الشاعر محمد مهدي الجواهري أمام جلالة الملك الحسين بن طلال وقالها: (والحاملين من الأمانة ثقلها)، كان يقصد أجدادك، ويقصد أباك، ولسان حالك يا مولاي ينطق بقبولك هذه الأمانة، أمانة الوطن والشعب، أمانة فلسطين والقدس.
مولاي، أنت ولي الأمر... ولك منا حق الطاعة والولاء؛ ليست طاعة عمياء، لأننا ندرك عمق قدرتك على إدارة المشهد السياسي، والاجتماعي والاقتصادي. وليس ولاءاً مزيفاً توجهه المصالح الضيقة، بل هو ولاء معجون بالمحبة والثقة والإيمان، وبحكمتك على إدارة شؤون البلاد. نقف معك، بل ونقف أمامك حين تنادي بمحاربة الفساد، وحين تنادي بضرورة تطوير المنظومة السياسية والاجتماعية والاقتصادية في الأردن. مولاي، لطالما ناديت بالتطوير في أوراقك النقاشية السبع؛ حين بينت في الورقة الأولى إن مسؤوليتكم تتمثل في تشجيع الحوار بين جميع طوائف الشعب الأردني في مسيرته على طريق التحول الديموقراطي، وحين وجهت دفة القيادة في الورقة الثانية بأن الإصلاح الديمقراطي لا يختزل بمجرد تعديل للقوانين والأنظمة، إنما يتطلب تطويراً مستمراً للنهج الذي يحكم الممارسات والعلاقة بين المواطنين. وفي الورقة الثالثة ربطت بحكمتك بين الأسس الضرورية لإنجاز التحول الديمقراطي وإرساء نهج الحكومات البرلمانية وبين قيم التعددية والتسامح وسيادة القانون وتعزيز مبادئ الفصل والتوازن بين السلطات. ومروراً بالورقة النقاشية الرابعة؛ بينتم يا مولاي أن تجديد الحياة السياسية في العديد من الدول العربية من شأنه أن يسهم في تلبية تطلعات أبناء وبنات الوطن العربي نحو حياة أفضل، إلا أن الطريق نحو هذا التجديد، واحتضان الديمقراطية ليس بالطريق السهل ولا المختصر كما يظن البعض، بل هو مليء بالصعوبات لكنه ضروري، بل حتمي للمجتمعات التي تنشد التطور. واختتمتها يا مولاي، في ورقتكم النقاشية السابعة: لقد بات التطوير ضرورة أملتها الظروف، بل متى لم يكن كذلك؟ فها هي صفحة التاريخ وتجارب الأمم تثبت آلا محيد عن التغيير، ولا مصير إلا إليه، فالتغيير يفرض نفسه، ويثبت ذاته، ويمضي غير عابئ بمن يخشونه. سيدي صاحب الجلالة الهاشمية...أمامك العمر المديد بإذن الله، وستمر بنا السنين يا مولاي ونحن نسير معك، نسير إلى جانبك عن يمينك وعن شمالك حين تحتاج العزوة والسند، ونسير خلفك وادعين مطمئنين لحكمتك، ونسير أمامك حين تواجه التحديات، لنصد عنك وعن الأردن كيد حاقد، أو بغض سفيه. نحن شعبك يا مولاي، سنبقى على العهد، وأنا ابنكم حمزة أبو نوار جندياً من جنودك الملبين لنداء الطاعة والولاء. وشعبك يا سيدي، كما قالها الجواهري: ولسوف تعرف بعدها يا سيدي أني أجازي بالجميل جميلا.
أبو نوار يكتب: يا سيدي أسعف فمي
مدار الساعة ـ