بقدر ما يشكل مفهوم (التربية الاعلامية ) من اهمية بالغة لتعريف الجمهور بمهية التعامل مع الاخبار لا سيما الكاذبة او المفبركة او المضللة منها ، بقدر ما يستدعي الامر توظيف هذه الثقافة عمليا وبشكل صحيح ، الأمر الذي يطرح أهمية التربية الإعلامية في تعزيز الحريات الأساسية والتعلم مدى الحياة وحرية التعبير في إطار أخلاقيات العمل الإعلامي والمعلوماتي ومحو الأمية الإعلامية والمعلوماتية وكيفية المشاركة الفاعلة عبر وسائل الإعلام الجديدة ؛ اذ لا زالت هذه الجهود الوطنية تراوح مكانها من حيث ان هذا المفهوم يتم تناوله بشكل يومي عبر منابر اعلامية او من خلال اوارق عمل ومحاضرات في المؤتمرات المختلفة دون الخروج معالجة علمية وعملية للواقع الذي نعيش في ظل غزو شبكات التواصل الاجتماعية لكل تفاصيل الحياة ؛ لكن هذا لم ينعكس على المواطن والنشيء بشكل خاص وبالشكل المامول، وعودة الى الوراء فقد اطلق هذا المفهوم من عدة سنوات من خلال مؤسسات اعلامية وتربوية وغيرها لكن لم يترجم بالطريقة العملية الحقيقية على ارض الواقع ؛ اذ ما زال المواطن يتصدى للاشاعات والاخبار وتفنيدها بناء على معرفته الشخصية فقط دون تمحيص او اسس ترشده لطرق الاستدلال على مصداقية هذه الاخبار او كذبها او التدرب العملي على مهارات تقييم محتوى الرسائل الإعلامية ومضمونها.
لذا كان من الواجب توفير مرجعيات ومنصات يتمكن المواطن من صحة هذ المعلومة مما قد يؤدي إلى وقوعهم ضحايات للجرائم الإلكترونية أو التورط من دون دراية في نشر معلومات وأخبار قد تضر بالوطن والمواطنين، وهو ما يتطلب نشر الوعي بتلك التحديات ليكون المواطن هو خط الدفاع الأول عن نفسه ووطنه الى جانب ضرورة توفير منهاج يحدد مضامين هذا المفهوم ويصار الى اعتماده كمواد اجبارية في الجامعات لجميع التخصصات وايضا في المدارس، لأن هذه المادة وان ادخلت ضمن مساقات وخطط الكليات فما زالت مادة اختيارية يستطيع الطالب ان يختارها او يعوضها بمادة اخرى والامر الثالث والاخير ، يستحسن اجراء مراجعة بحثية منهجية علمية لما وصلت له هذه الجهودة الرسمية وغير المرسمية من تاثير في الحد من الاخبار الكاذبة والمفبركة والاشاعات وهي النقطة المفصلية لمعرفة اين وصلنا في هذا المسار.وهنا اعتقد ان الاجماع على منهاج واعداد بصورة علمية وهادفة هو الشيء الصحيح ومن خلال مشاركة خبراء في الاعلام والتربية والاجتماع والنفس والسياسية للخروج بتوليفة مناسبة ومستندة على دراسات علمية قادرة على قياس الراي العام والرصد والتحليل لشبكات التواصل الاجتماعي. ، وذلك خيرا من تبقى الامور بهذا الشك مجرد حديث وخطب وكلام عابر لا يسمن ولا يغني من جوع ، ولادراك الوقت وﺇﻋﺩﺍﺩ مجتمع وﺸﺒﺎﺏ ﻟﻔﻬﻡ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻹﻋﻼﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺘﺤﻴﻁ ﺒﻬﻡ ﻭﺤﺴﻥ ﺍﻹﻨﺘقاﺀ للاخبار ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻤل ﻤﻌﻬﺎ الى جانب ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻜﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﺒﺼﻭﺭﺓ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻭﻤﺅﺜﺭﺓ لأن ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻴﻅﻬﺭ ﻜل ﻴﻭﻡ ﺒﻭﺠﻪ ﺠﺩﻴﺩ، ﻭﻓﻰ ﻜل ﻓﺘـﺭﺓ ﺒﺄﺴﻠﻭﺏ ﻤﺒﺘﻜﺭ، ﻭﻓﻰ ﻜل ﻤﺭﺤﻠﺔ ﺒﺘﻘﻨﻴﻪ ﻤﺩﻫﺸﺔ ﻤﺘﺠﺎﻭﺯﺍﹰ ﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﺯﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﻤﻜـﺎﻥ ﻤـﺎ ﺠﻌـل ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ ﺘﻔﻘﺩ ﺴﻴﻁﺭﺘﻬﺎ ﻓﺎﺨﺘﻠﺱ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻟﻨﺼﻴﺏ ﺍﻷﻜﺒـﺭ ﻓـﻰ ﺍﻟﺘﻨﺸـﺌﺔ الاجتماعية. وللعلم هناك عديد الدراسات والابحاث في مجالات التربية الاعلامية يستطيع المعني الاستفادة منها متوفرة في مكتبات الجامعات.وهنا انا برأي ان استخدام مصطلح الثقافة الاعلامية افضل من التربية الاعلامية كون مفهوم التربية الاعلامية يتعلق بالطالب المنتظم على مقاعد الدراسة فقط بينما تبني مفعوم الثقافة الاعلامية اوسع واشمل لفئات المجتمع كافة. فمن قيام الجهات لمعنية بتحديد مصادر موثوق على شبكة الإنترنت للفرد يستطيع من خلالها إدخال كلمات مفتاحية للخبر والحصول على المعلومة من جهات مختلفة ، كما من مسؤولية الفرد التحقق من المعلومة بقراءة التعليقات التي يكتبها المتفاعلون على مواقع التواصل الاجتماعي، لأن بعضهم قد يأتي بالبرهان على كذبها، مثل نشر فيديو ينفي الواقعة أو صور، أو يروي وجوده في موقع الحدث وقت حدوثه. والتأكد من مصداقية المصدر وأهدافه إذا كان معلنا وعدم إعادة نشر الشائعة المشكوك في صحتها.
القرعان يكتب: 'التربية الاعلامية'.. والحلقة المفقودة
مدار الساعة ـ