يبدو أن العقبة بدأت تستعد لانطلاقة جديدة وفق استراتيجية طموحة لإعادة الالق إليها وجعلها واجهة اقتصادية بامتياز تجمع ما بين الصناعة والتجارة والسياحة والترفيه والنقل اللوجستي للمنطقة كاملة، فهل ستنجح إدارة السلطة الجديدة بتنفيذ هذا الطموح وخاصة أنها تمتلك رؤية اقتصادية رسمت لها خارطة الطريق خلال العشر سنوات المقبلة.
"مدينة العقبة» من اكثر المدن التي تمتلك فرصا ثمينة يمكن لصناع القرار فيها ترجمتها على ارض الواقع، وتحديدا في مجال جذب الاستثمارات والتحول الى مدينة ذكية صديقة للبيئة، فلديها كافة المقومات التي اسست على مدار السنوات الماضية وخاصة في البنية التحتية التي تعتبر مثالية اذا ما تم مقارنتها مع المدن الاخرى، فهي تجمع رباعية اقتصادية بامتياز ففيها السياحة والنقل والتجارة والصناعة بالاضافة الى ما فيها من خدمات داعمة لكافة تلك القطاعات، ما يجعل من انطلاقتها من جديد نحو تحقيق الاهداف امرا ليس صعبا اذا ما احسنت الادارة عملية التنفيذ وفق جدول زمني يحدد الاهداف والغايات لتنمية كافة القطاعات الموجودة في تلك المدينة لجعلها مدينة متكاملة العناصر.الاخبار القادمة من المدينة الشاطئية تؤكد جميعها ان ادارة السلطة الجديدة بدأت باعادة ترتيب اوراقها بما يتوافق مع الرؤية الاقتصادية التي اعلنت مؤخرا وكان لسلطة العقبة الخاصة حصة كبيرة في تطلعاتها واولوياتها بما ينعكس على الاقتصاد الوطني بشكل ايجابي من خلال جذب الاستثمارات وما سيقام عليها من مشاريع وطنية لعل ابرزها إنشاء أكبر محطة تحلية للمياه في الأردن وتطوير المطار والميناء، بالاضافة الى الاهتمام العالمي بهذه المدينة التي تقع ضمن خارطة جغرافية مميزة على مستوى العالم، وذلك بدليل اختيار شركة جوجل العالمية للعقبة كنقطة تلاقي للمسارات الخاصة بمشروع كوابل الإنترنت البحرية.اليوم ما يهمنا من هذه المدينة ان تكون واجهة ومقصدا رئيسيا للسياحة العالمية والعربية، من خلال توفير كافة المقومات السياحية الشمولية والتي تتناسب مع اذواق السياحة العالمية وبمختلف توجهاتها وخاصة انها تقع ضمن مثلث ذهبي لاكثر الواجهات السياحية رغبة في الزيارة لما لها من اهمية تاريخية و جغرافية كالبترا ورم، ما يجعل من اهتمامنا في رفع كفاءتها على استقبال السياحة امرا ملحا وخاصة بعد ان حققت خلال العام الماضي مؤشرات سياحية مرتفعة ساهمت برفع قدرة الاقتصاد الوطني على مواجهة التحديات ومكنت القطاعات الاقتصادية المختلفة من تحقيق معدلات نمو ايجابية قادتها الى التعافي من تبعيات جائحة كورونا، وخاصة عند مقارنة نمو اعداد الزائرين من السياحة العربية والاجنبية الى العقبة مقارنة بالاعوام التي سبقت العام 2020، حيث سجل اعداد الزوار للعقبة وعبر المعابر المختلفة ما يقارب 1.6 مليون زائر وهذا رقم غير مسبوق.ارتفاع اعداد السياحة والتوقعات بارتفاع حجم الاستثمار والمشاريع المنوي اقامتها في العقبة نتيجة الاهتمام العالمي للاستثمار فيها، وتجديد الدماء في قيادات السلطة الخاصة وبالتشارك مع سكانها مستندة لرؤية اقتصادية عابرة للحكومات والاهم من هذا كله الاهتمام والمتابعة الملكية، جعلت من العقبة تشتعل بـ"الحماسة» والعمل والطموح والاصرار للوصول بثغرنا الباسم لما نطمح اليه جميعا في جعلها مركزا اقليميا للتجارة والصناعة والاستثمار ومقصدا للسياحة ونموذجا في التحول الى مدينة ذكية صديقة للبيئة.