تعتبر المناهج عنصرا أساسيا من عناصر عمليةالتعلم والتعليم
وهي مجموع الخبرات،الأنشطةالتربوية المقصودة التي تقدمها المؤسسات التعليمية لإحداث النمو الشامل للطلبة:عقليا،بدنيا، انفعاليا،إجتماعيافي كل نواحي الحياة،وكل المراحل الدراسية وتعديل سلوكهم وتحقيق الأهداف المنشودة متمثلة في إعدادهم وتكوين شخصياتهم ليكون كل واحد فردا،مواطنا،،إنسانا صالحا. وعملية التعلم والتعليم هي بحد ذاتها عملية تفاعل ما بين المتعلم والمعلم،وسداة ولحمة التفاعل هو المنهاج. ومن الدروس المستفادة عن أهميةالمناهج في الحياةالعمليةفي العصر الحديث نسوق مثلين اثنين: *ففي الحرب العالمية الثانية فقد تهاوت أوروبا أمام جيوش هتلر ودانت له،وبعد أن وضعت الحرب أوزارها،تساءل مسؤلو بريطانيا عن أسباب هزيمتهم أمامه مع أن لديهاالعدةوالعتادفخرجوا بنتيجة أن سبب ذلك يعزى الى المناهج. * وفي بداية ستينيات القرن الماضي بينماكان العالم مشغولا بمحاكمة(أدولف أيخمن)احد مساعدي(هتلر)والذي اختطفه الموساد من الأرجنتين،من قبل دولة الإحتلال،وكانت أمريكا تعتبر نفسها أنها المتقدمة على كل دول العالم،وإذا بالإتحاد السوفياتي آنذاك يطلق(يوري غاغارين)كأول رائد فضاء،مما جعل أنظار العالم واهتماماته تتجه إلى هذا الحدث العظيم وتنسى تلك المحاكمة. وقد كان هذا الحدث بمثابة صدمة لأمريكا وجعلها تتساءل عن اسباب تخلفها في هذاالمجال وبعد دراسات طويلة عزوا ذلك الى المناهج حيث أنهاكانت مناهجهاتعتمدالفلسفة البراغماتية،وقد دعاهم ذلك إلىاستدعاء عالم النفس(بياجيه)الذي طوّرنظريةالتطورالمعرفي لدى الأطفال ليعيد لهم ترتيب مناهجم،وقدأسفرعن ذلك تقدم في غزو الفضاء والوصول إلى القمر. هذان مثالان حيان عن أهمية المناهج،دورهافي إعدادالأجيال. وخير ما نستشهد به في هذاالمجال آيات من ذكرالله الحكيم(لكل جعلنامنكم شرعةومنهاجا)اي لكل قوم منكم جعلنا طريقا إلى الحق والحقيقة يؤمهما و سبيلا واضحا يعمل به. وقال رسولنا الكريم: (يولد المولود على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه). فالمولود خلقه الله تعالى في أحسن تقويم(الوراثة)يأتي بعد ذلك دور البيئة بكل مكوناتها فتكسبه السلوك فتكتمل ملامحشخصيته.
شطناوي يكتب: المناهج
مدار الساعة ـ