مدار الساعة - محمود كريشان - يبدو أن اكتظاظ وسط المدينة بصالونات الحلاقة، قد جعل أشهر حلاقي عمان القديمة الثمانيني ادوار البوري الشهير بلقب "أبوبندلي" مضطرا لتبديل ترخيص صالونه الى مهنة الجزارة وبيع اللحوم الطازجة بالإشتراك مع أحد أشهر الجزارين في وسط البلد.
البوري الذي تحدث بصوت فيه بحة حزن وغصة في حلقه اكد أنه اضطر اسفا لهذا القرار بحيث أصبح دخل الصالون لا يصل إلى تغطية المصاريف المتنوعة من مستلزمات الحلاقة واجرة المحل وفواتير الماء والكهرباء وغير ذلك من مصاريف مرهقة.ويذكر ان صالون البوري الذي يقع بمحاذاة مطعم فلافل فؤاد بالأزقة المقابلة لمطعم هاشم الشهير، حيث ان الصالون قام بتأسيسه ابوبندلي البوري عام 1963 في بناية مملوكة لعائلة تحبسم الشركسية وكان الصالون بالاضافة لكونه متميز بالتجميل والتزيين وقص الشعر، بمثابة صالون ثقافي وسياسي كان يزوره دوما نخبة من الشخصيات الشهيرة مثل الحاج مازن القبج، والشاعر سليمان المشيني، وعازف الربابة الشهير عبده موسى، وطبيب عمان د. عودة قواس، ومدير الإذاعة الأردنية الأسبق مازن المجالي، ومدير عام صحيفة الرأي الأسبق نادر الحوراني وغيرهم الكثير من الشخصيات والمشاهير.*سيدنا في الصالونوكان البوري قد سرد قصة زيارة المغفور له بإذن الله الملك الحسين للصالون وانه في مطلع السبعينيات وخلال أحداث الأمن الداخلي المؤسفة/ أيلول 1970 كنت في ساعات المساء جالسا في الصالون وحدي والجو كان ماطرا، واذ بالذي يدخل الى الصالون، وعندما ازاح لثمة شماغه تبين لي انه جلالة الملك الحسين رحمه الله، وكان بمعيته مرافقه الهباهبة وقد جلس الحسين وقال لي كيف الاوضاع..؟.. فابلغته انها ستكون ممتازة بهمة جلالة سيدنا الحسين وان الاستقرار بدأ يعود للبلاد بفضل الجيش الأردني ووعي الشعب.. وقلت: «وها انت ياسيدي بوسط البلد دون حراسة وهذا يؤكد انك دوما حبيب الشعب.. إبتسم رحمه الله وطلب مني ان أحضر له «كاسة شاي» وشربها وسألني: هل تحتاج اي شيء؟.. فقلت له: بدي فقط سلامتك والله يحفظك ويحفظ العائلة الهاشمية يارب..» *كبار الشخصيات كذلك فان البوري كان الحلاق الخاص لعدد كبير من الشخصيات المهمة منهم: قائد الجيش حابس باشا المجالي والذي يعرف كافة قرى فلسطين وأهلها، ومدير المخابرات الاسبق الباشا محمد رسول كيلاني، وزير الداخلية الاسبق ابراهيم الحباشنة، والوزير الاسبق فلاح المدادحة، والباشا سليمان الكردي ابوهاني، ونائب رئيس الوزراء الحالي توفيق باشا كريشان، والشيخ مصطفى العدوان رئيس النادي الفيصلي انذاك، وصبحي جبري، وطبيب الأسنان الشهير مسلم قاسم، وتاجر العقارات أبوجضم، وطبيب العيون البارع نعيم شقم، واشهر اطباء جراحة العظام والمفاصل الباشا الطبيب محمد قاسم الدويري وغيرهم.