قبل اسابيع سجلت حوارا مع قنادة الميادين حول احداث قلعة الكرك الارهابية، وقدمت روايتي من زواية صحفي ومواطن كركي.
الميادين سجلت في الاردن برامج وثائقية عن احداث قلعة الكرك وتفجيرات فنادق عمان الارهابية، وسجلت حلقات من برنامج «لا شيء مستحيل»، واذكر منها : مع رجل الاعمال رجا غرغور «شغف في عالم السيارات «، وفراس مبيضين مالك مطعم «سرايا الكرك».وثائقي احداث «قلعة الكرك» تفجيرات عمان لم يبثا بعد، ومن المرجح ان تبثهما قناة الميادين الشهر المقبل .بثت الميادين مؤخرا حلقات مميزة عن الاردن سياحيا وثقافيا واقتصاديا، وحلقات من برنامج منوعة تتحدث عن تاريخ الاردن وتراثه، وتروج للسياحة الاردنية الطبيعية والتاريخية.انا شخصيا متابع للميادين، ومن اول انطلاقتها كنت متفائلا، ومتردد بالتفاؤل ايضا، وذلك وسط تزاحم الفضائيات العربية.و لكن الميادين استطاعت ان تحجز مكانا واسماء في عالم الفضائيات العربية، وتنافس فضائيات عربية واسعة الانتشار والامكانات، و سبقتها بالانطلاقة بعقد واكثر.الميادين انطلقت عام 2012، واستطاعت ان تجذب جمهورا عربيا انزاح و تكسرت امامه حقيقة روايات الربيع العربي والثورات البرتقالية الملونة في العالم العربي ، والمؤامرة على الدولة الوطنية، وزيف ديمقراطية الناتو وتحالفات الاخوان المسلمين.اكتسبت القناة نوعا من الثقة لحياديتها وموضوعيتها، ولربما هي الفضائية العربية الوحيدة لم تقع في مستنقع التطبيع مع الكيان الصهيوني، والمقاربات الجديدة للصراع العربي / الاسرائيلي، ومقاومة صيغ سياسية واعلامية عربية جديدة تحاول ان تزج وتروج لاسرائيل، وكما لو انها وجهة نظر قابلة للاختلاف والاتفاق معا .في ثورات الربيع العربي القضية الفلسطينية انزاحت نحو القاع الاخباري، وخبرها في ذيل الشريط الاخباري ونشرات الاخبار المرئية والمسموعة والمكتوبة ، والشأن الفلسطيني اختفى عن شاشات ومسطحات وسائل الاعلام.صاغ مطبخ التحرير في الميادين خطابا جديدا، واستطاع الخطاب ان يعيد الوصل الاعلامي بالقضية الفلسطينية والتذكير بالماسأة الفلسطينية والاحتلال الاسرائيلي، والتذكير بالقضية والعدو والاحتلال والانتهاكات اليومية.في التغطية الفلسطينية ركزت الميادين على وحي الجيل الثالث من الحركة الوطنية النضالية والثورية الفلسطينية، وركزت ايضا على خطاب سياسي واعلامي وحدوي ينبذ الخلاف والانشقاق الفصائلي بين فتح وحماس، ويدعو الى الحوار والتلاقي والتفاهم الوطني الفلسطيني .وقلما يروج في الاعلام العربي خطاب يدعو في الشأن الفلسطيني الى الحوار والوحدة الوطنية، بقدر ما يتسيد الترويج بالاعلام لخطاب تحريضي و انشقاقي وخلافي فصائلي، وتغطيات يقف وراءها حسابات ومصالح كبرى دول لاعبة في الاقليم .في الحرب السورية لعبت الميادين دورا كبيرا بالانحياز الى رواية الدولة السورية، وتغطيات الميادين بتوازنها وموضوعيتها ومهنيتها فضحت سترا لحملات اعلامية موجهة تروج في الاعلام ضد الدولة السورية، واتهامات ومواجهات عسكرية،وخصوصا في حرب داعش بسورية والعراق .جلبت الميادين خبرات اعلامية عربية. وصراحة اليوم يشدني في الميادين متابعة المفكر السياسي الاردني محمد فرج في برنامج « في المعادلة «، وهو الاكثر احترافا على الشاشات العربية في التحليل السياسي، ويقدم وجبة سياسية واستراتجية وفكرية رفيعة وقيمة حول احداث اقليمية وعالمية.