منذ نشأة المدرسة وتطورها، نشأت ثقافة تعكس طبيعة مفهوم
التعليم والتأديب كنقل معرفة، عن طريق سلطة، وترسخت مفاهيم حفرت أقنية عميقة حددت كل العلاقات بين أطراف التعليم: المعلم والطالب، والأهل. وعناصر ه: الكتاب والتدريس والامتحان والنجاح والرسوب، وهذا ما ولّد ثقافة للمعلم تميزت بِ:١-عدم الإحساس بالأمن، فكل سلوك يمارسه ينتقل إلى كل بيت وربما إلى كل مسؤول.وترسخ انعدام الأمن مع غياب أي جهةحامية، كالنقابة أو القانون . ٢-الاستعلاء المعرفي كمختص في تعليم الصغار وإرشاد الكبار،ما جعله مكتفيًا بما يعرف، وغير مهتم بتعلم الجديد، فبدا بعيدًا عن الحداثة والجديد.٣-التذمر الناتج عن حجم الجهد المبذول، وهموم العمل وقلّة المردود المادي والمعنوي ، فسادت ثقافة الشكوى والتذمر..٤-الارتباط بالنشأةالاجتماعية بما تحويه من قيم محافظة وتقليديةمعادية للتجديد والحداثة وحركة المجتمع، وهكذا كان المعلمون خزانًا انتخابيّا للأحزاب التقليدية والعشائرية، وغير مرحبين لأفكار مثل حقوق المرأة والطفل ، والفن والجمال.٥_الصلابة وعدم المرونة والالتزام الحرفي بالتعليمات والكتاب والأنظمة ، والخوف من ظلم المسؤولين.٦-التمسك بالنظام الهرمي:مشرف، مدير، معلم، طالبوقبول ما يأتي من الفئة الأعلى في الهرم. هذه بعض معالم الثقافة التي يتمسك بها المعلمون ، ولا أعني معلمين في بلد ما. فهذه ثقافة ناتجة عن ظروف العمل، والطبقة الاجتماعية التي ينتمون إليها.وإن إصلاح التعليم سيكون ميسورًا إذا عرفنا من أين نبدأ!المعلمون أولًا!!
عبيدات يكتب: إصلاح التعليم: ثقافة المعلمين وثقافة التعليم
مدار الساعة ـ