نعم يعاني الأردن (موطني) من أزمات اجتماعية واقتصادية وثقافية، ويعاني من تغلغل الفساد في أروقة منظومات الدولة. ويعاني الشباب من انسداد الأفق، وارتفاع معدلات البطالة، وزيادة جيوب الفقر. ومع كل هذه المعاناة، هل سنبقى نقبع تحت مفهوم الإرادة المسلوبة، وهل سنبقى نتفنن بجلد الذات، والصراخ، والتخوين، وهل سنبقى ندور في فلك رفض الواقع، والذي ألمح إليه فيلم الحارة مثلاً -والذي أختلف مع مضمونه بشكل كلي-. أم أننا نتجه نحو إنكار ما نمر به من مشاكل؛ حين تدفن النعامة رأسها في التراب، بدلاً من أن نتقن فن المواجهة؛ بل فنون المواجهة. ألا يجب أن نفكر خارج الصندوق، ألا يجب أن نتبنى منهجاً اقتصاديا رشيقاً مبنياَ على الريادة والابتكار. هل فكرنا بنهضة طالما نادى لها سيد البلاد؛ جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله، نهضة يقودها الشباب كل في مكانه، وكل حسب قدراته، وكل حسب ما يملكه من مصادر؛ سواء مادية أو معرفية. أين شبابنا من التقنيات الناشئة، أين هم من عوالم الميتافيرس، وتحليلات البيانات الضخمة، والذكاء الاصطناعي.
أردن يا موطني... ليس لنا إلا أنت، وليس لك إلا نحن، وحين دعا سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم ربه بعد زيارته للطائف قائلاً (يا أرحم الراحمين، إلى من تكلني، إلى عدو يتجهمني، أو إلى قريب ملكته أمري)، أثار فينا مناشدة رب العباد، ولكن دون التنازل عن حق مواجهة الفقر، والفساد، والبطالة، وقلة ذات الحال...ولن نتركك يا أردن؛ يا موطني لعدو، ولن نتركك دون الذود عن منعتك وعزك وازدهارك.أردن يا موطني...لن يكون اليأس في منهجنا، وكلي إيمان بأن قادم أيامنا هو الأجمل، وأن كل ما نحتاجه هو العمل، والعمل...وثم العمل. العمل بإخلاص وعزيمة ومثابرة، العمل بفكر إبداعي وخلاق، العمل رغم الشدائد، والفقر، وانسداد الأفق. العمل بإصرار على النجاح، وإصرار على فتح أبواب مستقبل مذهل نصنعه بأيدينا معاً.
ابو نوار يكتب: الأردن (يا موطني)
مدار الساعة ـ