أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة طقس اليوم

‏لكيلا نقع في 'فخ ' المزاودات


حسين الرواشدة

‏لكيلا نقع في 'فخ ' المزاودات

مدار الساعة (الدستور) ـ
لايجوز لأحد أن يزاود على أحد، الفلسطينيون أدرى بواقعهم وإمكانياتهم ، وأقدر على إفراز صمودهم ومقاومتهم ، وهم -لا غيرهم . الأجدر بتوحيد صفوفهم ، وتحديد أولوياتهم ، لانتزاع حقوقهم من محتليهم . الأردنيون، أيضا، لهم قضيتهم التي يعرفونها ، وأولويتهم حماية بلدهم ، والدفاع عن مصالح دولتهم ، فلسطين قضيتهم الثانية ، قدموا من أجلها ،على امتداد التاريخ ،ما يلزم من تضحيات وشهداء ، وتحملوا تبعات احتلالها ،وجاهزون دائما لفعل ما يجب أن يفعلوه، من أجل الأردن أولا ، ولمساعدة اخوانهم الفلسطينيين ثانيا .
حان الوقت لفهم هذه المعادلة ، والتذكير بها لأكثر من سبب، الأول : أننا أمام تطورات خطيرة ، على صعيد القضية الفلسطينية ، في مواجهة المشروع الإسرائيلي الذي يبدو انه اكتمل وباشر عمليات تصفية القضية، الثاني : أن هذه التطورات -غير المفاجئة - استدعت من بعض الأطراف وضع الأردن ،وحده، في المواجهة ، وتحميله مسؤولية ما حدث ،وما قد يحدث ، ثم نصبت مزادات للمزايدة على مواقفه ، ورفعت قائمة مطالب ثم ارادت أن تلزمه بها، وصلت إلى "فتح الحدود "، و"تجميع الفصائل" ! أما السبب الثالث فهو أن الذين رفعوا لافتة "المقاومة " باسم الأردن تعاملوا معه بمنطق الميليشيات ، لا بمنطق الدولة ، الأردن دولة تعرف إمكانياتها ، ولها حساباتها ، وتدرك حدود حركتها السياسية ، وخياراتها واضطراراتها ، دولة لا يمكن أن يتطابق سلوكها مع سلوك الفصائل والتنظيمات التي تقع تحت الاحتلال وواجبها أن تقاومه بكل الوسائل ، كما أن الأردن طرف في الصراع إلى جانب أطراف تتحمل هي الأخرى ، أو هكذا يفترض ، نتيجته ، ولا يجوز أن يحمّل الاردن وحده فوق طاقته . ثمة سبب رابع : استدعاء التاريخ ،هنا ، ضروري جدا، ليس -فقط - لتحديد أين نضع اقدامنا ، في الحاضر والمستقبل ، ولا لكي لا نكرر الأخطاء التي وقعنا فيها ، وانتهت إلى خيبات وخسارات على صعيد بلدنا ، وإنما ،أيضا ، من أجل تصحيح اتجاه السكة ، ووضع الامور في نصابها ، للخروج نهائيا من بعض المعادلات التي ما زالت معلقة بلا حسم ، سواء على صعيد الهوية ، أو هواجس الجغرافيا و الديموغرافيا، والأهم قضية المواطنة والانتماء ، هذه التي لا يجوز أن تبقى أسيرة للمكاسب والأمزجة والثنائيات ، المواطنة التي يجب أن لا تخضع لأي اعتبار سوى "الاعتبار الوطني " ، بمعنى أن تكون مواطنا أردنيًا ( نقطة) يبقى سبب خامس ، وهو أن ماكينة التشكيك بالمواقف الأردنية ، والتهوين من الدور الذي قام به الأردن ، وما يزال يقوم به دفاعا عن فلسطين، وعن مصالحه ، وبالنيابة ،أحيانا ، عن العرب، هذه الماكينة المدعومة سياسيا وإعلاميا ، بدأت تتحرك بقوة في هذه المرحلة بالذات ، تارة بهدف الضرب على عصب المجتمع والدولة معا لاستفزازهما ودفعهما للوقوع في الفخ الصهيوني ، وتارة أخرى للتغطية على فشل أو تقصير اطراف أخرى ، لا تريد أن تعترف بأخطائها ، او بانسحابها من ملف القضية بالكامل . الفاعل الأهم في ملف" فلسطين" هو الفلسطينيون الذين مازالوا صامدين على ارضهم ، ورديفهم الأقرب هم الفلسطينيون في الشتات ، بما يملكونه من ثروات ونفوذ وإمكانيات للمساندة، فمن شان إنتفاضة ثالثة أن تقلب كل الأوراق على طاولة المحتل ، وتعيد العالم لمراجعة حساباته ، كما أنه قضية الاحتلال لا تنحصر ، فقط، في القدس والمقدسات -على أهميتها - فثمة استيطان يتوسع ويأكل ما بقي من أراض محتلة ، وثمة ملايين من اللاجئين من حقهم أن يعودوا ، ومحاولات لسلام اقتصادي يدمج الفلسطينيين بآلة الاحتلال يجب أن يواجه بالرفض والمقاطعة ، وتعاون وتنسيق امني ما زال قائما يجب ان يتوقف ، القرار هنا بيد الفلسطينيين، فهم يتحملون مسؤولية مواجهة ذلك اولا ،ويجب ان يتحركوا ، وعندها يمكن للدعم العربي، و الأردني تحديدا ، أن يملك اوراق قوة تمكنه من مواجهة برنامج اليمين المتطرف ، وأن تعود القضية الفلسطينية -كما كانت- لقائمة الاهتمام الدولي .
مدار الساعة (الدستور) ـ