أطلق سمير جعجع، رئيس حزب القوات اللبنانية الإنعزالي المتطرِف، معركة «تقسيم لبنان»، خلال مقابلة متلفزة مع قناة «الجديد» البنانية, تمت في «قصره» الفاخر في بلدة معراب الكسروانية، عبر خلفية مُلونة تحمل مقولة «بابا» الفاتيكان الراحل يوحنا بولس الثاني, كان قالها بابا روما في الثاني من شباط 1988, في محاولة من «أبرز» مُفجّري الحرب الأهلية وأكثرهم ولوغاً في دم اللبنانيين والسوريين والفلسطينيين, وخصوصاً في علاقاته المُعلنة مع العدو الصهيوني وتزويد الأخير له ولميليشيا الحزب الإنعزالي الذي كان أحد قادتها (حزب الكتائب)?بالأسلحة والمعدات الإستخبارية ومشاركته في مذبحة صبرا وشاتيلا/ أيلول 1982, محاولة من جعجع للظهور بمظهر الذي يعمل على إنقاذ لبنان من حال الانهيار الشامل التي يعيشها، بعد أن نهبت الطبقة السياسية الفاسدة ثروات البلاد, ولم يعد ثمة ما يمكن للمواطن اللبناني توقّعه من خدمات أو وظائف أو اهتمام, حداً وصل إلى سيادة العتمة في البلاد وارتفاع منسوب البطالة والفقر وانتشار عمليات السطو والقتل, وسقوط العملة الوطنية المدوي وخصوصاً سرقة البنوك ودائع المواطنين, وفشل مجلس النواب الذي انتُخِب في 15 أيار الماضي في انتخاب رئيس جد?د للبلاد, بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون في 31 تشرين الأول الماضي.
جعجع وحزبه خاضا معركة انتخابات مجلس النواب الأخيرة واعداً اللبنانيين بأن «كل مشكلاتهم سيتم حلّها اذا ما ذهبوا بكثافة إلى صناديق الاقتراع»، ظنّاً منه أن القوى الإنعزالية ستكون قادرة مع حلفائها وعلى رأسهم وليد جنبلاط, على توفير أغلبية (بعد اعتزال سعد الحريري السياسي وانفراط عقد تيار المستقبل الذي يرأسه) تستطيع ايصال رئيس جمهورية من «قماشتها»، لكن خاب أمله, خاصة أن نتائج الانتخابات لم تمنح أي طرف أو كتلة قدرة على تأمين أغلبية يمكنها تمرير أي شخصية سياسية أو حزبية من معسكرها.. وهو ما تجلّى – وما يزال – في جلسا? انتخاب رئيس جديد للجمهورية والتي بلغت «11"جلسة، بما فيها جلسة اليوم/الخميس التي لن تختلف وقائعها العشر عن سابقاتها.يلوّح بإعادة النظر في التركيبة اللبنانية؟.جعجع في المقابلة رفع سقف التحدّي، على نحو بدا وكأنه يستعيد خطاب الحرب الأهلية الذي رفعه الانعزاليون الكتائبيون في 13 نيسان/1975, عندما «دشّنوا» الحرب الأهلية بالهجوم على «بوسطة/ باص» عين الرمانة، مُعتبرين ان لبنان «الكبير» لهم وحدهم.. هم مُؤسِّسوه وبالتالي الأجدر بتولي الحكم وتحديد توجّهاته السياسية, وخصوصاً تحالفاته عبر المحيطات كجزء من المعسكرالغربي وقيمه وثقافته, على قاعدة أن باقي اللبنانيين «ما بِشبِهونا». ولهذا لم يتردد جعجع في القول: اذا تمكّن حزب الله من الإتيان برئيس بالشكل الذي يريده، فـ"عندها - أ?اف - يجب إعادة النظر في (كُل) التركيبة اللبنانية، فإما رئيس فِعلي يُنقذ لبنان أو كل الخيارات مفتوحة».هنا يتستر جعجع بـ«قميص» حزب الله، رغم أن الأخير وحلفاؤه لم يتمكّنوا من الحصول على أغلبية في الانتخابات الأخيرة، تسمح له الإتيان بأي رئيس للجمهورية يريده، على عكس ما كانت الحال عليه عام 2016, عندما «أصرَّ» الحزب على ايصال الجنرال عون لقصر بعبدا, بعد «30» شهراً من الشغور الرئاسي وفشل جعجع نفسه في الحصول على أصوات كافية بعد أن رشَّح نفسه للرئاسة، ما اضطرّه لسحب ترشيحه خائباً ومُدرِكاً أن وصوله إلى القمر أسهل من الجلوس على كرسي الرئاسة. ناهيك أن حزب جعجع/القوات اللبنانية عقد صفقة «وقتذاك» مع التيار الوطني الحُ?/حزب عون لدعم ترشيحه للرئاسة, بعد اتفاق بينهما أُسمِي (اتفاق معراب) اقتسم فيه الحزبان المناصب والمواقع «المسيحية»، وها هو الآن يُهاجم عون ويتهمه بأنه أَضعفْ وأَفشلْ رئيس في تاريخ لبنان.يقول جعجع الآن: يجب إعادة النظر في كل التركيبة اللبنانية، اذا جاء رئيس للجمهورية بدعم من حزب الله (الذي لا يملك أغلبية), فماذا لو أن كتلة ما من النواب أو أكثر, قررت في النهاية التصويت لصالح سليمان فرنجية/ رئيس تيارة المَردَة, الذي لا يخفي حزب الله دعمه رغم أنه/الحزب لم يُعلن ذلك رسمياً؟.هنا يرفع جعجع عقيرته مُتوعِّداً بـِ«أن كل الخيارات مفتوحة..ومضيفاً» لسنا خافئين ولا تابوهات أمام خياراتنا»؟.تهديد واضح لا يخضع للتأويل أو الاجتهاد.. إعادة النظر في التركيبة اللبنانية (دون أي إعتبار منه بالمُتغيّرات الديموغرافية, فالدستور - أضاف - واضح المَعالم ويُوزّع المواقع الدستورية على الطوائف.. كما قال حرفياً), ما يعني ذلك ذهابه وحزبه وحلفائه إلى «التقسيم» تحت ستار اللامركزية المُوسّعة التي تستبطِن خيار «الفيدرالية» المحمولة على توزيع طائفي/ومذهبي صارخان.فإلى أين يأخذ الانعزاليون ولوردات الحرب الأهلية.. لبنان المُوشك على الإنهيار الشامل, الذي لا تزيد مساحته على 10452كم2, فيما يبلغ عدد طوائفه (المُعترَف بها).. 18 طائفة؟.kharroub@jpf.com.jo