في دولة العدو الصهيوني يُطلقون على رئيس هيئة الاركان لقب الجندي رقم «1»، والذي حمله الان الجنرال/هرتسي حليفي حيث سَبقه الى هذا الموقع «22» رئيساً للأركان منذ قيام الكيان الغاصب/عام 1948.
رئيس الاركان الجديد وفي مراسيم تسليم وتسلّم رئاسة الاركان اول امس/الاثنين خلفا للجنرال الدموي أفيف كوخافي، قال في غطرسة صهيونية معروفة: «سنُجهّز الجيش الاسرائيلي للحرب على ساحات بعيدة وقريبة، سَنقوي – أضاف – جيش الاحتياط ونحافظ على جيش اسرائيلي واحد، مُواصلاً القول: العديد من التهديدات المُختلفة لا تزال تتطوّر من حولنا، ابتداء من مُعضلة ايران التي تتحمّل اسرائيل مسؤولية حاسمة في تقييم حلّها، وصولا لمُعضلة الحدود الشمالية (يقصد لبنان/وحزب الله)، ومُعضلة غزة والتحدِّيات في يهودا والسامرة (يقصد الضفة الغربية ?لمُحتلة).لغة ومصطلحات تغرف من القاموس الصهيوني الفاشي، لا تختلف عما كان يقوله أسلافه من جنرالاته, ناهيك عما دأب على ترديده قادة الكيان من السياسيين، لكن وسائل إعلام العدو وبخاصة الصحف اليومية نظرت الى هذا التعيين الذي قام به وزير الحرب السابق/غانتس (مع اعتراض نتنياهو عندما كان زعيما للمعارضة), نظرت اليه من زوايا مُتباينة غلب عليها «الحذَر», اذ قالت صحيفة «اسرائيل اليوم» اليمينية المؤيدة لسياسات نتنياهو في خبرها الرئيس اول امس/الاثنين, تحت عنوان «مُهمّة هرتسي»: منصب رئيس الاركان هو بطبيعته أحد أكثر المناصب تعقيدا في?اسرائيل، الثاني في أهميته فقط لرئيس الوزراء، ولكن – أضافت - يُخيّل انه (منذ انتهى عصر الحروب الكبرى), لم يدخل رئيس اركان في شروط بدء مُركّبة بهذا القدر مثل هليفي». وكالعادة تحتّل ايران اولوية في المشهد الصهيوني الراهن, ما دفع الصحيفة الى مواصلة القول: «جزء من هذا ينبع من ساحات القتال التي الأساسية والمركزية فيها هي ايران، في ضوء المشروع النووي».سيكون هليفي - استطردتْ اسرائيل اليوم - مطالبا باستكمال الاستعدادات لهجوم اسرائيلي مُحتمل، وفي الوقت نفسه، فان المعركة بين الحروب في الساحة الشمالية (لبنان تقصد) ستستمر، فيما ان الهدف هو «التقليص» قدر الامكان لتعاظم قوة حزب الله والميليشيات الشيعية في سوريا, ولم تنسَ الصحيفة الزعم بان «يد اسرائيل هي العليا في المعركة تجاه ايران»، لكنها لفتت الى هذا «سباق لا ينتهي ذو وجوه عديدة ومتغيرة، يُصبح (السايبر) فيه لاعبا مركزيا، اكثر مما كان في الماضي، يتطلّب تحسينا دائما للتأكّد من ان يبقى هكذا في المستقبل ايضاً».اما صحيفة «هآرتس» في عددها اول امس/الاثنين فاختارت عنواناً يقول: تهديد الانفجار «في الضفة» سيحوم فوق بداية ولاية هليفي» كتبه عاموس هرئيل. وجاء فيه: «اسرائيل والفلسطينيون يوجدون منذ شهر آذار الماضي في حالة تصعيد كبيرة وطويلة في الضفة الغربية. الخطر أضاف من أن «ينزلق هذا التصعيد الى انفجار حقيقي يُحلّق فوق بداية ولاية هليفي», مُستطرِداً «قرار نتنياهو إعطاء مفاتيح الضفة الغربية وأعمال الشرطة في المجتمع العربي في اسرائيل للشخصيْن اللذيْن يُشعلان الحرائق، سموتريتش والوزير ايتمار بن غفير، لن يُساعد على تهدية الن?وس».في هيئة الاركان العامة ـ واصَلَ ــ يقولون إن هليفي يمكن أن يجد نفسه عالقا في «خطة متعددة السنوات في المناطق»، بحيث «سيتم ابتلاع ولايته من قبل الاحداث في الساحة الفلسطينية. في نفس الوقت هناك خطر من أن المواجهة السياسية الصاخبة ستنزلق الى داخل الجيش وستعمل على تآكله من الداخل».وفي اليوم ذاته كتب يغيل ليفي في الصحيفة نفسها/هآرتس مقالة تحت عنوان «يجب مراقبة هرتسي هليفي قال فيه: هرتسي هليفي ليس جنرالا يسعى بجهد الى استخدام القوة، ايضا هو ليس جنرالا يمكنه ان يقود المستوى السياسي الى طريق الأمان، لذلك - أضاف - يجب الاستمرار في مراقبة انه أصبحَ أكثر رصانة»، لافتا الى مسألة ذات أهمية استثنائية: «أحد الإخفاقات المتميزة في اسرائيل، هو الثقة الكبيرة لـ(اليسار) بالجيش الاسرائيلي.. ففي حين - واصلَ - انه في الديمقراطيات يتوقّعون ان اليسار سيكون له القوة السياسية التي تُظهِر الانتقاد الزائد ل?. تفسير هذه المتلازمة، يمكن ان نجده في رد فعل اليسار على الهجمات الشديدة لليمين على الجيش حتى قضية النيور ازاريا (وهو الجندي الصهيوني الذي اطلق النار على المواطن الفلسطيني الجريح «عبدالفتاح الشريف» ما أدّى الى استشهاده), من المُرجّح - استطرد ليفي - ان هذه المتلازمة ستزداد بعد تشكيل الحكومة اليمينية التي تسعى الى تشكيل الجيش حسب رؤيتها».خَتمَ ليفي قائلاً:» شبيها بسلفه ايضا, هليفي يَدمِج في اقواله لغة القتل (مثلا مفهوم «دفاع قاتل»). نأمل أن يكون قد استيقظ من المشهد الذي اثار حماسته, على اعتبار أنه كان قائد لواء المظليين «المُنضبط نسبيا» في عملية «الرصاص المصبوب». يجب ــ واصلَ ـــ أن يكون قد اصبحَ رصيناً.kharroub@jpf.com.jo