أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات جامعات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

'إعدام' أبناء المسؤولين!


علاء القرالة

'إعدام' أبناء المسؤولين!

مدار الساعة (الرأي) ـ
لا اعرف لماذا اصبح ملف تعيين او تشغيل ابناء المسؤولين في مناصب او وظائف الدولة امرا محرما، ولا اعرف لماذا اصبحنا كلما شهدنا على تعيين ابن هذا المسؤول او ذاك المسؤول الحالي او السابق اعتبرناه انتهاكا للاعراف والقوانين، ولا اعرف لماذا نتناسى انهم في الاول والاخر مواطنيين كما بقية الاردنيين، ومن هنا لابد من التساؤل ما ذنب ابن المسؤول اذ كان مجتهدا ويسعى الى خدمة وطنه كما نحن جميعا؟.
في الوقت الراهن نعيش حالة وظاهرة غريبة تتجه بنا الى جعل ابنائنا جميعا يطالبون بعدم تولينا المسؤولية او المناصب ويحتجون علينا حين نقبلها خشية على انفسهم من العزلة او الهجوم وحرمانهم من فرص متاحة للجميع، ثم يهيلون اللوم على ابائهم لانهم كانوا مسؤولين واصحاب مناصب خدموا بها الوطن حتى أصبحوا حاجزا أمام طموحاتهم وسعيهم إلى خدمة الوطن كما غيرهم، فهم الان يدخلون في جحيم الوصف ويشعرون وكأنهم منبوذون وفاسدون ويأخذون ما ليس هو حق لهم.انا هنا لا ادافع عن المسؤولين لا الحالين ولا السابقين، بل انتقد هذه الظاهرة والتي ان سادت ستصل بنا إلى مرحلة لن نجد فيها من يقبل بتولي المسؤولية والمناصب خوفا على ابنائه والذين سيبقون طيلة العمر تحت قصف سهام النقاد و المتصيدين الذين يسعون من خلال مثل تلك التصرفات إلى خلق فجوة طبقية هي في الحقيقة غير موجودة، وحينها لن ينجو أحد من هذه الظاهرة والتي ستساهم في توليد الحقد والشعور بعدم العدالة على الاطلاق.هناك بعض ممن يتصدرون وينظرون علينا دائما بمصطلح «حراثين أبناء حراثين»، وماذا عن المسؤول السابق أو الحالي الم يكن حراثا وابن حراث ولم يكن مواطنا عاديا واجتهد بعلمه وعمله وصولا إلى المناصب الذي تولاها افلم يخدم الوطن ولربما لساعات طويلة لم تمكنه من ان يشاهد ابناءه يكبرون أمامه ليكتشف بعدها انه تسبب بإعدامهم وقتل طموحاتهم اوليس هذا ظلاما، واليس كل منكم يمكن أن يكون مسؤولا أو أحد أبنائه في المستقبل فلماذا نحكم عليهم وعلى ابنائهم بالاعدام من الآن، ونورثهم سلوكيات ستساهم في تعميق الفرق الطبقي.اليوم، ما يجب أن نركز عليه ليس تعيين هذا أو تعيين ذاك أو ابن هذا المسؤول أو ابن هذا المعروف بقدر ما يجب أن نركز على عدالة التعيين وصحة الإجراءات واعتقد أن هذا في متناول الجميع، فلا يمكن التعيين في اي مكان في الدولة حاليا دون اختبارات ومقابلات وإجراءات حصيفة، ولا يعني أن يعين ابن مسؤول سابق أو حالي فيها كونه مجتهدا بان تكون التعينات ليست عادلة على الاطلاق، ومن هنا علينا ان نتبع الآية القرآنية التي تقول «ولا تزر وازرة وزر أخرى».
مدار الساعة (الرأي) ـ