ذهب رئيس مجلس النواب الأردني إلى العراق.. حسناً..
كنا في زمن مضى نذهب للعراق كثيرا, عراق النهر والتمر والشعر والحياة.. وقد حفظنا عن ظهر قلب قصائد بدر شاكر السياب, ومظفر النواب... وأنا شخصيا حفظت أغاني فؤاد سالم وداخل حسن وسعد الحلي.. وكنت أؤمن أن الشخص الذي لم يسمع رياض أحمد، ولا يعرف اللحن المحمداوي.. حتما لا يعرف العراق, وياما رميت كفي بالقرب من باب عبدالقادر الجيلاني.. واطلقت العنان للصلاة والدعاء.أنا سعدت لزيارة رئيس مجلس النواب أحمد الصفدي للعراق, وبصراحة أريد اتفاقا بين الطرفين.. بين مجلس النواب الأردني ومجلس النواب العراقي, يتيح لنا العودة لساحات الجامعة المستنصرية.. يتيح لنا المشي في أبو النواس, ويتيح لنا الحب في الأعظمية... ومن ضمن بنود الاتفاق, الحق الكامل غير المنقوص لعبدالهادي راجي المجالي بزراعة بعض أوردته في شاطئ دجلة... حتما حين تزرع وريدك هناك... ينبت القلب عراقيا من جديد.كان العراق فيما مضى منبر اشعاع ثقافي، ربما نسينا هذا الجانب وصار التركيز على النفط والإقتصاد ومحاربة الإرهاب... والفقر والفساد, أنا لا أظن أن الزمن قد جعل العراقي ينسى أن القصيدة.. تبقى خالدة ولكن قذائف (الار بي جي) تنتهي لحظة انفجارها, واللحن العراقي لا يموت.. هل شاهدت لحنا يشيع لمثواه الأخير.. بالمقابل كل الخلافات تموت وتندحر وتندثر... العراقي لا ينسى ذلك, وهو يدرك ويعرف.. أن الجواهري الذي ولد على تراب العراق كان في لحظة أهم من كل أشكال الدبلوماسية, ويدرك ويعرف أن نازك الملائكة ومعروف الرصافي... أناروا صحراء العراق أكثر من نور القمر.أتمنى من رئيس مجلس النواب، وفي زيارته القادمة للعراق أن يركز ايضاً على تفعيل التبادل والنشاط الثقافي بين الدولتين... على الأقل مخزون النفط قد ينفد في لحظة، لكن مخزون العقل العراقي والحب العراقي والفكر العراقي, حتما لا ينضب ولا ينفد..