انتشرت قبل أيام عبر مواقع التواصل الإجتماعي ، صورة مثيرة للجدل، تكشف عن سباق خطط له من قبل أشخاص حتى وأن كان الكلام والقصة جزء من حملة إعلانية لشركة سيارات ليس أكثر، الا أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب فكانت عميقة بالقدر الذي يكفي لأن تكون قاتلة ،وكما يقال الحكم الذي يؤخذ من اللفظ العام يتعدى صورة السبب الخاص بأَلفَ أَلفِ مَرَّهْ !
السباق المزعوم يجمع بين عدد من الكلاب التي تلهث وراء الانتصار والشهرة ، فيما يقف فهد في المؤخرة دون حراك، مع أنه كان من المفترض أن يشارك في تلك المنافسة السهلة بالنسبة إليه، إلا أنه رفض ذلك لا بل لم يعرهم حتى انتباهه وهم يجهزون أنفسهم لذلك ..نعم لم يرغب في المشاركة في هكذا سباق يجمعه مع حفنة من الكلاب ، لأنه يرى حتى وان فاز فهي إهانة له، وكأنه يعلم سر معنى العبارة الشائعة: «أحيانا محاولة إثبات أنك الأفضل تعتبر إهانة لك » ما جعلني أتحدث عن هذه القصة رغم البعد عن المقاييس الصحيحة لأبجديات المنطق والمقارنة ، فيديو انتشر عبر منصات التواصل الاجتماعي أرسله لي أحد الاصدقاء ، يعود للزميل ليث شبيلات عليه رحمة الله وهو في عنفوان شبابه متحدثا داخل مجلس النواب قبل 40 عام ، وهذه الثوابت الوطنية الراسخة كجبال الطفيلة، الشامخة كقلبه النابض بحب الاردن ومن فيه، و التي مات عليها دون ان تتغير أو تتبدل، حتى في زمن الابواق المهترئة وركوب الموج من الكثيرين كان على العهد بحب الوطن، عندها قلت في ذاتي هل يعتبر الزميل ليث معارضا ؟؟ وهل للمعارضه سقف؟؟؟ وان كان معارضا فمن يعارض ؟؟ وما هو تعريف المعارض في قاموس حياتنا ؟؟ وخصوصا أننا في هذا الوطن الطيب ذكره مجمعين على ثوابت لا يختلف عليها اثنان.كلامي واضح الى عشاق الحكايات وأهل الخزعبلات كلامي الى حفنه يدعون انهم معارضة كأمثال مضر زهران وغيره ، فشتان بين الزميل ليث وامثاله وبين النكرة مضر ومَرَدة الشياطين ومنهم على شاكلته ، ما يزعجنا ونحن ننشد الإصلاح والبناء والتطوير ومحاسبة الفاسدين في هذا الوطن الطيب ذكره كهذا وجوه تطل علينا من نوافذها المعتمة لتعكر صفو الصادقين، وهذا الطابع المزري الذي يدورون حوله كَما تَدُورُ الفَلْكَةُ في المِغْزَلِ فما هم الا (قطاريز ) تتلمذوا على أيدي، صعاليك اليمين الصهيوني المتطرف ... في معظم مقالاتي لم اتحدث كثيرا عن الولاء والبراء إلا في أضيق صورها ومعانيها، فقناعتي الشخصية ثابتة وراسخة كغيري من أبناء العسكر رضعناها منذ طفولتنا مخلوطة بمعنى الحب الفطري، هي ترجمان لواقع الحال فكيف لابن العسكري ان يتحدث عن الوطن الا بدمعة الغيور وكرامة الأبطال ؟ فهو أولا وثانيا وعاشرا ومهما تغيرت الظروف وتبدلت الاحوال ، صدقوني عندما نتحدث عن الوطن ترفع الاقلام وتجف الصحف نعم نتحدث وبصوت مرتفع عن مواطن الخلل الذي نعيش ، فما خُلقنا لنذم ونشتم أو نتهم جُزافا ، ولم نخرج من رحم أمهاتنا لنكون يوما من أصحاب الدعسة الفجائية التي ركبها الطامعون في خيرات الوطن ، كنا وما زلنا وستبقى نتحدث عن نهج الحكومات المتعاقبة وأصحاب المعالي والعطوفة والسعادة الوزراء والنواب ومن لفّ لفّهم،نتحدث بلسان الحق وبما يقدمون للوطن ، ففيهم الخيرين ومنهم من أوردنا المهالك وعاث في مقدرات الوطن فسادا وقد كتبت عن ذلك مرارا وتكرارا ..!نتحدث عن الأردن الوطن والتراب والعشق فهو أرض المحيا والممات وفيه مسقط الرأس ومراتع الصبا وشواهد القبور.. نتحدث عن الأردن لإنها لنا وطن ولغيرنا ساحة و شركة تتسع لتجارتهم لا أكثر ..نتحدث عن الأردن الجيش والعسكري والفلاح والطبيب والمهندس والمعلم والعامل..نتحدث عن الاردن الجغرافيا والتاريخ وهذا العبق العطري العربي الاصل..نتحدث عن الأردن وبكل فخر وعزّ وكبرياء فهو الأكبر والانموذج الانقى والانصع في التآخي ، والأقرب الى قلوب أحرار الأمة.ونكتب ليبقى آمنناً مستقراً موئلاً وملاذاً لمن لا موئل ولا ملاذ لهم الا الله..نتحدث عن الأردن بصوت الأحرار ونسقط من قاموس حياتنا تجار الأوطان فوالله ما هم الا تلاميذ للشيطان، ومقامهم لا يذكر إلا مصحوبًا بـ«التعوّذ» من الرّجيم المطرود من الرحمن ...نتحدث وسنتحدث ليبقى الأردن الكبير كما نحب ،ورغم المحن ما زال فينا للحديث بقيه وصدق من قال مهرك يالأردن غالي ..
الانتماء ، ترياق المخلصين لأوطانهم
مدار الساعة ـ