المدينه الجديده وصناعة المكان

هل يعد نجاح المدينه الجديده مرهون بزيادة النمو الاقتصادي والتوسع العمراني وعمل المشاريع الريادية ؟.
وهل إختيار موقع المدينة الجديده كان موفقًا أم لا ؟.
مع تطور نظريات إنشاء المدن الحديثه أصبح إختيار ودراسة وتصميم هذه المدن يرتكز على مفاهيم متعدده وبأولويات متراتبه تعنى بصناعة المكان ولا تعنى بالتصميم الحضري والعمراني، ولعل النواحي الجماليه وتحفيز النمو الاقتصادي والتوسع الحضري والرغبة في إنشاء مشاريع رياديه بمشاركة القطاعين العام والخاص لم تعد المفهوم الأهم في إنشاء ونجاح المدن الجديده.
ان نظرية صناعة المكان بمفهومها الحديث أصبحت تعنى بالدرجة الأولى بصناعة تفاعل بين الناس والمكان الذي يقطنوه والتأثير على علاقاتهم ببعضهم البعض ضمن حدود ذلك المكان وإن إنشاء واستخدام المدن الجديدة أصبح لا بل وجب أن يراعي هذا التفاعل بالدرجة الأولى.
لعل من أهم أسباب فشل المدن التقليديه هو عدم مراعاة الأهداف الاجتماعية كالأخذ بعين الاعتبار اهتمامات ورغبات وطموحات من سيشغلون المكان كعنصر اساسي في تصميم وإنشاء هذا المكان ومن ثم تتبعها أهداف أخرى كالتوسع العمراني والنمو الاقتصادي والسكاني وغيرها.
إن أخذ اراء من سيقطنون أي مدينه جديده وتحديد أولوياتهم ورغباتهم ومن ثم الأخذ بعين الاعتبار جميع الأهداف الأخرى سواء كانت اجتماعيه أو إقتصادية أو حضرية أو عمرانية أو جمالية أو غيرها مع مراعاة أولوياتها عند إختيار المكان وعند عمل الدراسات والتصاميم يعد السبب الرئيس في نجاح أي مدينه يتم إنشائها.
إن صرف حوالي ٨ مليار دينار والإنتظار ٣٠ عام لحين الانتهاء من إنشاء المدينه الجديده لمعرفة مدى نجاح أو فشل هذه المدينه يعد خطيئة لا تغتفر.
وهنا أود أن اسأل جميع المعنيين بصناعة هذه المدينه الجديده وإنشاءها هل تم أخذ ما أوردته سابقا بعين الاعتبار عند إختيار مكان هذه المدينه وهل تم دراسة ايجابيات وسلبيات إنشاء مدينة جديده مقارنةً مع التوسع عبر محيط المدن الحاليه كعمان والسلط ومادبا والكرك وغيرها من المدن مع تحسين وضع القائم وهل كان خيار إنشاء المدينه الجديده هو الأنسب من جميع الخيارات.
أخيرًا أقول وبكل صراحة ان فكرة إنشاء المدينه الجديده وموقعها برأيي لم يكن الأنسب وان التوسع بالمدن الحاليه كمشاريع رياديه وتحقيق الأهداف الاجتماعيه والاقتصاديه والعمرانية من خلال ذلك هو أنسب الخيارات.
حمى الله الأردن وقيادته وأرضه وشعبه.