... في الأردن يوجد أزمة طاقة حقيقية، ولدى مذيعات الصباح في بعض الإذاعات المحلية يوجد أزمة (طائة ايجابية)....
مساء أمضي وقتي في تتبع أخبار النفط، ومشاكل ارتفاع الطاقة..واقرأ عن ألمانيا وأزمة الغاز، وفروقات تثبيت الضريبة على المحروقات، وحجم تأثير انخفاض الكاز على المواطن..وعلى الحراكات الشعبية الرافضة لرفع سعره...الخ.وفي الصباح حين أغادر لعملي، أكثر الأشياء التي تستفزني هي: (الطائة الإيجابية)...منى الشاذلي أكثر مذيعة مصرية لديها ثقافة وسعة اطلاع، لم اسمعها يوما تتحدث عن (الطائة الإيجابية)..ولميس الحديدي التي اصر هيكل على أن تجري هي اخر الحوارات معه، لم اسمعها يوما تتحدث عن بث (الطائة الإيجابية) لدى الشعب المصري....خديجة بن قنة المذيعة الجزائرية التي قدمت كما هائلا من نشرات الأخبار، وحاورت اعتى المفكرين في الغرب..لم اسمعها تطل على العالم العربي وتطالبه أن يتأثر بطاقتها الإيجابية...(أوبرا وينفري)..المذيعة الأكثر ثراء في أميركا، لم اسمع يوما أنها استخدمت مصطلح (الطائة الإيجابية)...(باربرا والترز) المذيعة الأميركية التي قابلت نصف زعماء العالم، وصاحبة اللقاء الشهير مع الرئيس الليبي السابق معمر القذافي لم تتحدث عن الطاقة الإيجابية..صرت اشعر أن بعض برامج الصباح لدينا هي محطات بنزين تمدك بالطاقة، وليست برامج...ترفيهية صباحية... ومن الممكن الاستعاضة عن النفط ومصفاة البترول ببعض مذيعات الصباح في الأردن...فإذا أردت الدفء، عليك بإدارة قرص المذياع..على إذاعة محلية ببرنامج صباحي سخيف ومن ثم تشحن نفسك (بالطائة الإيجابية) وبالتالي تستغني عن الكاز والسولار والديزل.هل يوجد رقابة حقيقية على ذكاء وحدس هؤلاء؟...أنا لا أعرف كيف يسمحون بذلك ؟...الأصل أن الدولة لديها مسؤولية الحفاظ على السيادة الوطنية..وحفظ الأمن والكرامة، ولكن ما هو أخطر من ذلك السيادة على الوجدان..عبر صون الذائقة واحترام العقل، فالأردني يستحق أن تخاطبه..بعقلية تنويرية محترمة، هو الأكثر تعليما في المنطقة هو الذي أنتج شخصيته عبر الحرب والعقل..هو الذي أسس أهم جامعات ومعاهد في المنطقة...هل تستحق هذه الشخصية أن تخاطبها في الصباح عبر برامج (...)..ولغة مكررة جوفاء، وبنات يعتبرن أن برامجهن وحضورهن على الإذاعات ع?مل من عوامل مدنا (بالطائة الايجابية)...هذا اختصاص هيئة الإعلام المرئي والمسموع...فالذائقة والعقل واحترام العقل بنظري أهم بكثير من تطبيق القانون، أو انفاذه في وسائل الإعلام...ما جدوى أن تمنح ترخيصا وتمنع العقل من أن يقدم خطابا راقيا محترما...على كل حال في الأردن..أنا صرت أحصل على الطاقة من خلال إذاعات الصباح، فبعض المذيعات يهدفن إلى مدنا (بالطائة الإيجابية)...أنا أصلا أفكر بربط (كيبل) بيني وبين المذياع..حتى أحصل مباشرة على الطاقة...يكفينا أن ننتج كل هذا الغباء والسذاجة..يكفي فقد طفح الكيل.Abdelhadi18@yahoo.com