بعد صدرو قرار مجلس الوزراء يتعييني مديرا عاما لدائرة المطبوعات والنشر، وقبل استلام مهام عملي رسمياً، دعاني دولة الدكتور عبدالسلام المجالي رئيس الوزراء في حينها إلى منزله مساء، وقال لي انه يريد أن يتحدث معي حديثا شخصيا بعيدا عن الرسميات، نظرا لحبه لي وحرصه علي،ومن باب الحب والحرص اريد أن انصحك بعدد من النصائح.
اول هذه النصائح انني اريد منك أن تعرف أن كل منصب مهما ارتفع فيجب أن لايكون حاجزا بينك وبين الناس، وسببا في الترفع عليهم،فانه مهما طال الزمن الذي ستمضيه في الموقع الرسمي فإنك تاركه وعائد إلى الناس، فاحرص على أن تكون عودة محترمة من خلال كسبك لاحترام الناس وانت في الموقع العام،وكن ممن تكبر بهم المناصب ولا يكبرون بها،فان من يكبر بالمناصب يعود صغيرا عندما يتركه.النصيحة الثانية فإنه حتى تكسب احترام الناس قبل حبهم، كن صادقا معهم فلا تعدهم بما لا تستطيعه،ثم تتنصل مما وعدت فتتحول في نظرهم إلى كذاب، والكذب أرذل صفة يمكن أن يصفك بها الناس.النصيحة الثالثة هي أن تكون واضحا وصريحا ومباشرا في تعاملك مع الناس،دون مواربة تجعلهم يفقدون احترامك.النصيحة الرابعة اجعل القانون هو الحكم وضابط العلاقة بينك وبين الناس،فلا تخبئ احدا على حساب القانون،وبالتالي لا تحابي احدا مهما اشتدت درجة قرابتك منه أو صداقتك معه على حساب أحد.النصيحة الخامسة أن تبقي بابك مفتوحا للمراجعين حتى لا يظلم احدهم موظفا فتتحمل انت وزر ذلك.النصيحة السادسة احترم التسلسل الإداري فإن احترام النظام من أهم أسباب النجاح.النصيحة السابعة هي أنني اريدك ان تكون حريصا على أن تكون منجزا في عملك،وان تترك بصمة في موقعك،وغير ذلك كسحابة صيف تمر دون أن يشعر بها أحد.النصيحة الثامنة وهي الاهم فإنني أريدك أن تدير عملك الحكومي الجديد،بنفس العقلية التي كنت تدير بها عملك الخاص،فاحرص على المال العام كحرصك على مالك الخاص،واحرص على النجاح في عملك الحكومي كحرصك على نجاحك في مؤسستك الخاصة،واحذر من الانزلاق إلى مكائد بعض الموظفين وصغائرهم،وصراعهم من أجل بضعة دنانير كبدل تنقلات وغير ذلك،واخش من الموظف المتملق فإنه اول من يطعنك بظهرك.رحم الله دولة الدكتور عبدالسلام المجالي فقد كان ابا وقائدا ومعلما.
بماذا نصحني الدكتور عبدالسلام المجالي؟
مدار الساعة (الرأي) ـ