تحافظ الدول والحكومات على بقاء المعالم الأرضية من تلال وهضاب وأشكال سطح الأرض التي ترتبط بالتاريخ أو التراث، وتنحي عنها المد السكاني لتبقى خالية، كما ولا تسمح بإستغلال صخورها خلال عمليات التعدين.
تلال نزول رأس النقب الرملية البيضاء الواقعة على يمين الطريق لها مكانة تاريخية وهي معلم جيولوجي وجيومورفولوجي، لطالما إرتبطت بتاريخ المنطقة ودلالاتها المعنوية. ألاحظ بأن هذه التلال باتت تستهلك بشكل يومي خلال عمليات التعدين، وأتساءل عن دراسة تقييم الأثر البيئي EIA التي تمت قبل الموافقة، هل أخذت بالبعد المعنوي والنفسي والتراثي والتاريخي لهذه التلال وحضورها الشعبي والسكاني القبلي في المنطقة والموئل؟ يمكن لشركات التعدين التي تعمل في المنطقة تعدين الرمل الزجاجي (طبعا أظن لغايات تصديره وليس تصنيعه وطنيا للأسف)، وذلك من مناطق ومكاشف أخرى بعيدة، وعدم إستهلاك ونسف هذه المعالم الوطنية. تشكل هذه التلال معلم سياحي جيولوجي ذات دلالة على عصر الأوردوفيشي الذي ساد الكوكب قبل مئات ملايين السنين، وهذا له دلالاته العلمية. يكفي أهمية أن نشير إلى تغني الشعراء بتلال هذه الربوع والمناطق، ونذكر منها ما جاء بقصيدة مصطفى وهبي التل: يا أخت رم كيف رم وكيف حال بني عطيةهل ما تزال هضابهم شما وديرتهم عذيةسقيا لعهدك والحياة كما نؤملها رضيةوتلاع وادي اليتم ضاحكة وتربته غنيةوسفوح شيحان الأغن بكل يانعة سخيةأيام لم يك للفرنجة في ربوعك أسبقيةوالعلج ما انتصبت له في كل مومات ثنية
الفرجات يكتب: هل يستطيع وزير البيئة إلتقاط الإشارة؟
مدار الساعة ـ