بداية اقول.. ان لم اجد عذرا لصديق.. واردت ان اسجل عتبي عليه.. فانني احاول ان اجد مبررا لعتبي..
فعندما تتم دعوة الكثيرين على حدث معين.. ويتم استثنائي.. أعتب..وعندما تتم استشارة الكثيرين في امر ما.. ويتم استثنائي.. أعتب..ولكن ان كانت معاملتي كمعاملة اي انسان تربطهم به علاقة بنفس المستوى او قريب من ذلك.. فهنا العتب يعتبر غير مبرر.. ويكون فقط من اجل العتب..كأي اب ينتظر يوم فرحة ابنه او ابنته.. انتظرت قدوم هذه اللحظة.. ولست بصاحب تحديد كيفيتها ومكانها ووقتها.. فهي امور مقدرة من لدن رب السماوات والأرض.. وما هي الا اسباب تجمع الناس ببعضها.. وييسر الله الأقدار ليتمم مراده..حضر ابني من بريطانيا حيث يعمل.. ودون اي سابق انذار.. وبعد اعطائه المهلة العربية كضيف مغترب وهي ثلاثة ايام وثلث.. سألناه عن سبب مجيئه والاجازة التي زادت عن فترة الاعياد في اوروبا.. فاجاب انه يود التقدم لخطبة انسة اردنية..ولا يخفى على احد ما يتم من بروتوكولات سؤال واستقصاء.. وبعد ايام قليلة زرنا اهل البنت في بيتهم.. وتم التقدم رسميا لطلب البنت على سنة الله ورسوله..ولقينا من الاهل كل تجاوب ودفء في اللقاء..وكالعادة اخذوا وقتهم للرد.. وتمت ولله الحمد الموافقة..وحين التقينا لتحديد متطلبات العقد.. وجدنا ان احد الشكليات في هذا الامر هي الجاهة.. فهل نعمل جاهة كما يعمل الناس ونجمع القاصي والداني والمعرفة والصديق.. ام نقتصرها على الاقرب فالاقرب..وللامانة اقول.. بان في اقتصارها وجدنا ايضا اننا سنواجه اشكالية لماذا فلان ولم تعزموا فلان.. فقلت لنسيبنا الغانم.. لكم كل الكرامة والحشمة.. ولكن ارى بان نقتصرها على العائلتين فقط.. ونقول للناس اننا نفخر بان نكون من الناس الذين لا يبذخون ولا يعملون امورا اكثر من اللازم.. وتكون تجربة من اصعب التجارب.. اي لا نحضر احد..تم عقد القران بحضور احد اعمام العروس.. واحد اعمام العريس فقط.. ومن لحظة اعلان الخبر.. انهالت الرسائل والاتصالات من كل محب وعزيز.. ولم نتجاهل اي اتصال.. حتى انني تقبلت اتصالات هاتفية من كافة مناطق الاردن الحبيب.. ومن اناس لا اعرفهم الا على وسائل التواصل الاجتماعية.. وللاسف كانت بعض الاتصالات كالصاعقة من شدة عتبهم علينا.. ومن اناس لم اتوقع عتبهم.. فقد تلقيت اتصالات هاتفية من العديد من الشيوخ والوجهاء المهنئين باجمل كلمات التهنئة.. وللامانة توقعت انهم مَن سيعتبون علي لقطع موضوع الجاهة.. وللاسف كان العتب من اناس اقارب ممن يحسبون انفسهم متمدنون ومنفتحون.. توقعتهم يدافعون عني ان سمعوا احدا يعتب..تجربة سارت بشكلها الطبيعي.. واتمنى ان اكون ممن ساهموا في كسر عقدة وجوب الجاهات الطويلة والعريضة.. وتعطيل مصالح الناس..انا لا اقول بالغاء الجاهة بشكلها الكامل.. ولكن فلتكن حسب ظرف العروسين.. وان كانت هناك جاهة.. فلتكن بسيطة مقتصرة على الدائرة الضيقة..في الختام اشكر كل من تفضل علي وعلى ابني وانسبائي بالتهنئة..وسامح الله كل من كان عتابه قاسيا كاسرا للخاطر..
بين مُهَنِئ وكاسِر خاطر.. كانت تجربتي مع خطبة ابني..
مدار الساعة ـ