أمس اكتمل العام الأول على رحيل زوجتي المرحومة بإذن الله سميرة المغربي عن هذه الدنيا، لأعيش عاماً من الحزن الكئيب الذي مرت أيامه ثقيلة بطيئة موحشة، يسيطر على لياليها احساس مرعب بالوحدة.
عام جعلني استوعب أكثر معنى قوله تعالى «وجعل بينكم مودة ورحمة»، فالزواج ليس أن يكون لديك سيدة تطهو لك طعامك، فليس اسهل من حصول الإنسان على طعامه، خاصة في زمننا هذا، والزواج ليس أن يكون لديك امرأة تغسل لك ملابسك، فقد صار في كل حي مصبغة تقوم بهذا العمل، لكن الزواج أن تكون في منزلك روح تنشر فيه الدفء والطمأنينة، وتطرد منه الوحشة والأرواح الشريرة وكل وساوس الوحدة وقلقها، روح تؤثرك على نفسها، وتغسل صدرك من همومه، وتطهر قلبك من الاحقاد، وتجعل الحب هو جسر التواصل بينك وبين الناس، وتجعل من الاحترام ممارسة حقيقية تحكم العلاقة بين الزوجين، وتحكم علاقتهما بمحيطهما، احترام يساعدك على إنزال الناس منازلهم، وقبل ذلك فإن احترام الزوجين كل منهما لنفسه ولشريكه يجعل الثقة هي الرابط الحقيقي بينهما فيرتاح البال ويطمئن القلب، وتلك هي المودة والرحمة اللتان لا تجدهما إلا عند الزوجة الصالحة، القانعة الراضية المرضية.الزواج هو أن يكون لديك شريكاً ورفيق يفهمك دون أن تتكلم، يخفف من همومك دون أن تشكو له، ويعطيك دون أن تطلب ودون أن يمن عليك، شريك يكون مستشارك المؤتمن وموضع سرك الذي لا ينتشر، وسترك الذي لا يفضحك لأنه يرضى بعطاء الله قل فيصبر أو كثر فيشكر.بعد عام من رحيل الزوجة والصديقة والرفيقة، استطيع القول لكل رجل ان الزوجة الصالحة هي كالصحة تاج على راس الاصحاء لا يراه إلا المرضى، ونعمة لا يعرف قيمتها إلا من فقدها فأحسنوا لزوجاتكم وترحموا معي على زوجتي.