صبري ربيحات يكتب عن عصام الزواوي.. فما قصة هذه الصورة

لا اظن ان احداً منا حافظ على تفاؤله وعلى متعة التعلم واحترام المجتمع واليقين بان هناك شيئاً ما يمكن عمله لجعل حياة الناس افضل مثل عصام الزواوي.
تعرفت على عصام صدفة في صيف عام ١٩٧٩ عندما كنت مدربا في كلية الشرطة الملكية.. كنت يومها ضابطا حديثا ادرس مادة انحراف الاحداث والعلاقات العامة وقد استدعيت من قبل ادارة صندوق الملكة علياء لاجتماع حول سبل تطوير استجاباتنا للظاهرة... وقد شارك في ذلك الاجتماع عصام الزواوي وعبدالله ابو العطا وانا وكان الدكتور كامل ابو جابر يدير الصندوق في مبناه القديم الواقع في عبدون.
منذ ذلك اليوم نشأت بيني وبين عصام معرفة ومودة كبيرة كنت يومها فرحا بامتلاكي لسيارة صغيرة اوصلته يومها الى حيث طلب مني وبقينا نتواصل على مدار ٤١ عاما.....
تزاملنا؛ عصام وانا في مؤسسة نور الحسين يوم انتدبت للمساعدة في دعم المشاريع حيث كان مديرا للتنمية ومشروعات الطفولة و كان سمحا رقيقا هادئا محبا بحيث انه لا يزعج احداً...
احبته السيدة انعام المفتي وبقي مخلصا لذكرى عصام العجلوني.. فهو حضري وحضاري لا يغضب بسرعة مثل الفلاحين ولا ينتقم بشراسة كابناء البادية.
مرة قال لي بانفعال شديد انه غضب من شيء ما وقد كاد ان يشتم لكنه ما فعل...
عصام الذي يحب الاردن كحب مراهق لفتاة مكتملة الانوثة ولا يترك مناسبة الا ويتغزل بها لدرجة تفوق الخيال انشأ عشرات المبادرات فقد كان صاحب البرنامج التلفزيوني الشهير بناة المستقبل.. واسس للبرنامج ورواده منتدى يضم الالاف من الشباب..
الاخلاص الذي يتمتع به عصام اخلاص صامت وحبه حب منضبط لا يتطلب ولا يشترط مثل انصاف الموهوبين...
المعايير المنطقية للاشياء تقتضي ان يكون عصام في موقع وزير للتنمية الاجتماعية فهو احد اهم الخبراء الذين امتلكوا الحس بحاجات الناس وطرق تنظيم وقيادة الجهود لاشراك الجميع في الاستجابة لها...
قبل عقود ومنذ زمن بعيد خبر عصام الريف الاردني وتواصل مع عشرات المجتمعات المحلية واستمع لشكواهم ومشاعرهم فقد امتلك صبرا وطول بال قلما تصادف مثيلا له.
يمتلك عصام من المعرفة بتجارب العالم الكثير وهو مفعم بالطاقة ومتسلح بالمثابرة وهو سياسي بلا عجرفة ولا تعال.
في كل مرة آتي على ذكر الجامعة الاردنية اتذكر عصام الزواوي الرجل الصادق الانيق البريء واتذكر نادي الخريجين الذي كان احد اعضاء هيئته التأسيسية.... واول رئيس لهيئته الإدارية.
في علان وزي والسلط ترك عصام ارثا راسخا فقد كان مديرا لمركز علان الذي تأسس كمركز ريادي لتنمية المجتمعات الريفية.... ومحط احلام كل الذين انشغلوا بهموم الوطن في تلك الايام.
عصام الاب والجد والمواطن المحب لاهله وللبشرية جمعاء يحتفل بعيد ميلاده اليوم... كعادته وكما كان لا يزال هذا الرجل ينظر للمستقبل بامل الاطفال و يبتسم كالحكماء ويتمنى للاردن الخير فقد احبه واحب كل ما فيه من غير شروط.....
اطال الله في عمرك ومتعك بالصحة والعافية والسعادة.. وكل عام وانت بخير.