أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات جامعات وفيات برلمانيات أحزاب وظائف للأردنيين رياضة مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

وغادر الأسد العرين.. الحاج عيادة الدخيل

مدار الساعة,مناسبات أردنية,جامعة اليرموك
مدار الساعة ـ
حجم الخط
مدار الساعة - كتب: الدكتور مهدي الشموط
تلقينا بكل أسف وفاة المرحوم الحاج عيادة الدخيل (أبو جهاد) والد الأصدقاء المرحوم جهاد الدخيل وباجس وثامر وفيحان وزايد وحبيب ولطيف.فقيد لواء منطقة الجيزة والموقر الذي ألقى عصا الترحال وفاضت روحه إلى بارئها يوم الخميس ووري جثمانه الطاهر في قرية الناصرية.ولا أكذبكم خبرا أنني حزنت كثيرا على فقدان تلك القامة الكبيرة سنا وقدرا؛ فقد رحلت عنا مكتبة وكنز ثمين ورجل خلوق ومنقع دم وعارفة من عوارف بني صخر.فقد كان الرجل على كبر سنه يحمل نفسا تواقة للمعرفة بشوشا كريما طيبا لا تلقاه إلا متهللا كأنك تعطيه الذي أنت سائله.وعلى صغر سني مقارنة به؛ فإنني عرفته في أكثر من مجلس ينطقه العلم ويسكته الحلم، لا يهرف إلا بما يعرف، وقد كان لي موقف لازال عاليا في الذاكرة بالرغم من تقدم السنون؛ فقد جئت إلى بيت المرحوم جهاد ابنه وكنت أتأبط أطروحة الدكتوراه وكان ذلك الوقت شتاء في عام 2014 على ما أظن.حيث كنت أبحث عن ابن الصديق المرحوم جهاد الدخيل الذي كان يدرس الإعلام في جامعة اليرموك؛ لأحمله أمانة إيصال نسخة المناقش الخارجي أ.د. يونس شنوان الذي كان يدرس الأدب الأندلسي في جامعة اليرموك ؛ فتثاقلت من طريق اليرموك لكسلي ولأن فصل الشتاء يحتاج إلى جهد مضاعف في السياقة فكان ذلك الليث من ذاك الأسد الذي ورث المجد كثيرا عن كابرا.فتلقفني الأبن والأب والجد كل منهم سعيد بتلك الأمانة، وأذكر أنهم أكرموا ضيافتي وقدموا لي الغداء الذي كان وقت العصر ونحن نعرف أن الضيف يأتي وقت العصر؛ كي لا ينتظر العشاء ويكون قد فات وقت الغداء ولكن تلك الحيلة لم تنطوِ على بيت الكرم المشهود له كابرا عن كابر فكان لابد من المكوث والاستماع لحديثهم الطيب الشيّق، وتناول طعام الكرام الذي يعد شفاء، واللافت بالموضوع أنني طلبت من ابن المرحوم جهاد تصوير نسخة ثانية أو تعديلها على ما أذكر فرفضوا ثمن تصوير تلك النسخة فلبيت لهم ذلك.لقد وجدت في عيونهم وقلوبهم فرحا حقيقا أن دكتورا سيخرج من تلك المناطق النائية البعيدة فعدت إلى قريتي سعيدا بتلك الجلسة الطيبة.وها أنا أكتب هذه السطور بعد أن رحل المرحوم جهاد الدخيل الذي فطر رحيله قلب أبيه الشيبة الذي بقي يخفي حزنه على ابنه البار وعاش بعده؛ ليكون اللقاء بإذن الله في جنات عدن عند كريم يحسن وفادة الكرام فهو خير موفد لخير ضيف.وإننا نطلب من الله العلي القدير أن يلهم أبناءه الصبر والسلوان وأن يجعل العم العزيز أبو جهاد في جنات فقد عرفناه صابرا محتسبا مؤمنا يعرف مقدار الرجال يحترم الصغير ويوقر الكبير.ولا نملك إلا الدعاء له بجنات عدن.
مدار الساعة ـ