أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات وفيات جامعات برلمانيات رياضة أحزاب وظائف للأردنيين مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

هذه مكونات الإنسان الرئيسة


أ.د. بلال ابوالهدى خماش

هذه مكونات الإنسان الرئيسة

مدار الساعة ـ
عندما خلق الله آدم عليه السلاَم خلقه جسدا اولا، اي خلق مكوناته المادية من رأس ويدين وقدمبن و... و... إلخ ومن طين ولكن بدون روح (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ ۖ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ (السجدة: 7)).
وبعد أن أنهى الله خلقه لآدم نفخ فيه من روحه ليبث فيه الحياة وليصبح إنسانا تعمل فيه جميع أعضائه ومكونات جسمه (ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ، ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۚ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ (السجدة: 8 و 9)، وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (البقرة: 247)). فالجسم هو البدن الضخم (الجسد ومعه الروح). بإخنصار، البدن ما يتميز بالضخامة. ومكونات الإنسان الرئيسة، هي: الجسد والروح والنفس. أما الروح فلا يعلم كنهها وماهيتها وسرها إلا الله سبحانه وتعالى (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا (الإسراء: 85))، فالروح بمفهومنا المحدود هي نظام التشغيل لجميع المكونات المادية لجسم الإنسان. وأما النفس فكذلك بمفهومنا البسيط هي أفعال وأعمال الإنسان أي تفاعله مع غيره من مخلوقات الله في هذا الكون من أشياء من مختلف انواعها واجناسها، عن حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: إن الله لا ينظر إلى أجسامكم، ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم رواه مسلم. وقد أوضح الله سبحانه وتعالى انواع النفوس الرئيسة في كتابه العزيز القرآن الكريم، وهي: الأمارة بالسوء (وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (يوسف: 53)). واللوامة (وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ (القيامة: 2))، والمطمئنة (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّة (الفجر: 27)).فقام الإنسان بعون من الله بتصنيع جهاز الحاسوب محاولا تشبيهه او تقليد مكونات الإنسان. فصنع جهاز الحاسوب بجسد (بمكونات مادية مثل الشاشة ولوحة المفاتيح والذاكرة الرئيسة والمساندة ... إلخ)، ونظام التشغيل (ولا تشبيه اي روح الجهاز التي تشغل جميع مكوناته المادية اولا ومن ثم ما يحمل عليه من تطبيقات)، ونفس وهي التطبيقات التي يقوم بتتفيذتا الجهاز عن طريق تعامل مع من يتعاملون معه من مستخدمين له من مختلف أنواعهم (من علماء ودكاترة جامعات.ومعلمين وَمهندسين وعسكريين ... إلخ). وذلك وفق برمجيات التطبيقات المحملة عليه. ولا يخفى على احد من المثقفين ان معظم الأجهزة الحديثة من ثلاجات وفريزرات ومايكرويفات وغسلات ومكيفات ومركبات بمختلف انواعها وطائرات مدنية وحربية وغواصات وبواخر وحاملات طائرات ومسيرات وصواريخ موجهة ونووية عادية وعابرة للقارات فرط صوتية (اسرع من سرعة الصوت بمرات عديدة)، وهيدروجينية وكهرومغناطيسية وأقمار صناعية وإنترنت وغيرها، كلها تعتمد على الحواسيب. اي تعتمد على المبدأ الأساسي لمكونات الإنسان وهي المكونات المادية والروح والنفس ولكن تختلف بمعانيها في الأشياء التي صنعها الإنسان وفق الغرض الذي صنعت من اجله. ولكن الشيء المهم والذي يجب أن نعيه وندركه ان اي شيء مما ذكرنا من الاشياء إذا فقد روحه (نظام تشغيله) أصبح مكونات مادية لا فائدة منها. ونفوس هذه الأشياء كنفوس البشر الذين صنعوها فمنها الأمارة بالسوء مثل أسلحة الدمار الشامل (القنابل النووية والهيدروجينية والكهرومغناطيسية ... إلخ). ومنها اللوامة غير أسلحة الدمار الشامل، التي لا تؤذي الإنسان ولا تؤذي الكائنات الحية الأخرى ولا تدمر اي شيء في الطبيعة. ومن هذه الأشياء تتصف نفوسها بالمطمئنة وهي التي تستخدم لصالح البشر وفائدتهم مثل وسائل النقل والمواصلات الحديثة (الطائرات النفاثة، السفن والبواخر، القطارات والباصات والباص السريع في اردننا العزيز!... إلخ). نسأل الله أن يوفق علماء العالم لتصنيع الاشياء التي فيها كل الخير لجميع مخلوقات الله في هذا الكون اي اشياء تتصف بالنفوس الطيبة.
مدار الساعة ـ