لست ممن يقرأ الكف او الفنجان.. او ممن يفتحون في ورق الكوتشينة.. واعوذ بالله إن كنت ممن يصدقونهم او يهتم لرأيهم..
ولكنني رجل احمل بعض المُسَلَّمات والمبادئ التي اسقِطُها على جميع مناحي حياتي..واذا ما تم سؤالي في اي امر.. سياسي او اقتصادي او اجتماعي.. فان الركيزة التي ارتكز عليها هي تلك المبادئ والمُسَلَّمات.. والتي قد يعتبرها اهل الاختصاص سطحية..ببساطتي التي اعتز بها.. سأحاول ان اجد جوابا لهذا السؤال.. لكثرة من سألني عن امره.. والذي بدأ البعض بتسويقه علينا خصوصا بعد جائحة كورونا.. وسأتناول الموضوع من خلال امرين بسيطين للغاية..أولا.. شئنا ام أبينا.. هناك كيان او نظام عالمي.. يضع قوانين اللعبة الدولية.. ويضبط ايقاع الحركة فيما بين الدول.. وما بين الدول والشعوب..وهنا لا يهمني تحت اي مسمى ستضعون هذا النظام.. اكان المحافل الماسونية.. او اصحاب الثروات.. او الدولة العميقة.. او حكومة الخفاء.. او الاعور الدجال.. او حتى مجلس مكون من رؤساء الدول..وهذا الكيان لا بد وانه بحاجة الى بَشر كثيرة لكي يخدموه.. ويفوق المليار الذهبي كما يُشاع.. وذلك لكي يوفروا له -أي النظام- ما يريد من متطلبات الحياة الرغيدة والبذخ في كل مجالات حياته.. فمن الضروري بمكان ان يٌبقي على الناس والبشر للقيام بهذه المهام.. وعلى اضعف وابسط الاقوال لكي يجرب اسلحته وادويته عليهم..ثانيا.. منذ ان خلق الله البشرية.. وضع في تكوينها الفطري حب الدنيا وكراهية الموت.. ولكن كان الناس كلما يأتيهم رسول او داعية مُلهم.. يحببهم في الاخرة ولقاء الله.. فيقل عدد المتكالبين على العيش بالشكل المادي البعيد عن الروحانيات.. ويصبح موضوع الموت متقبلا لديهم في سبيل ما يعتقدون..ولان الحياة في تطور مستمر.. واصبح كل شيء في المتناول.. أصبح حتى المؤمنين من كافة الديانات يحبون العيش لفترات اطول للاستزادة بالطاعات.. واصبحوا يكثرون من زيارة الاماكن المقدسة.. لانها اصبحت قريبة.. واصبح بالامكان تكرار الزيارات.. وكسب الاجر او القداسة..وبالعودة الى السؤال الاساس في هذا الحديث.. اقول ان الحربين العالميتين -على سبيل المثال- كانت حروبا تقليدية.. والخطر يكون في اماكن الاقتتال على الجبهات.. واصحاب القرار بعيدين عن الخطر.. وحتى ان الشعوب لم تكن متداخلة.. والاعراق شبه مفصولة..ولكن في هذه الايام.. كثرت الدول التي تمتلك اسلحة دمار شامل.. والاعراق متداخلة ومتشابكة في جميع الاماكن.. اي ان الخطر اصبح من الممكن ان يداهم مراكز القيادة في اي دولة من خلال ابناء الدول المُعتدى عليهم والمنخرطين في اجهزة الدولة المعتدية..فمن المبدأين او الركيزتين سالِفَتي الذكر.. وبالنظر للفروقات بين أحوال وظروف الحربين العالميتين واحوالنا الان.. اجدني اقول بان اي حرب بمعنى الحرب الشاملة او العالمية.. ستكون بالضرورة حربا تدميرية كاملة.. وقرار اتخاذها سيكون شيئا اقرب الى افلام هوليود.. ولن ينجو منها الا من تحصن في حصون مُعَدة سابقا لهكذا سيناريو.. وهم قليلون جدا..اما بالنسبة لمنطقتنا.. فنحن للاسف الشديد وفي كل الأحوال.. نتبع ردات الافعال.. فليس لنا من الفعل والقرار نصيب.. ولن يكون هناك حرب عالمية مسرحها الشرق الاوسط وبمنأى عن باقي جغرافية الارض.. ناهيك عن ان هذا سيعني ادخال الكيان الغاصب لفلسطين حالة توتر وعدم استقرار فوق ما يعانيه اصلا من حالة توتر..هذه نظرتي البسيطة.. والتي اردت ان اوصلها لكل من يشغل نفسه في امر تلك الحرب "البع بع" والذي يسلطونه على ادمغتنا لنبقى في حالة ترقب وارتباك.. ولا يريدوننا حتى ان نفكر مستخدمين الجزء البسيط المتبقي من عقولنا.. غير المنشغل في ما نعانيه من تعب ونصب وهموم..
هل ستكون هناك حرب عالمية ثالثة؟!.. وما تبعاتها على المنطقة؟!..
مدار الساعة ـ