م. فواز الحموري
هذا النداء أطلقه عضو بنك الدم في فرع غرب عمان أثناء تواجدي للتبرع الدوري بالدم؛ حيث أشار إلى النقص في وحدات الدم في بنك الدم الوطني والى الحاجة المتزايدة من وحدات الدم للمرضى والمصابين في حوادث السير ولأصناف تزداد يوما بعد يوم وبحاجة إلى وحدات إضافية من الدم.
تبادلت مع الموظف في بنك الدم الوطني العديد من الأفكار لرفع رصيد البنك من الوحدات ومنها سن بعض التعليمات للتبرع عند إصدار رخصة سواقة واعتبار التبرع بالدم متطلب التخرج من الجامعة وتبني مفهوم التبرع الدوري وحملات التوعية بأهمية التبرع بالدم ومقترحات عديدة تحتاج إلى قناعة راسخة من المواطن بأهمية التبرع بالدم لإنقاذ حياة مريض محتاج وغرس التضحية والإيثار في النفوس.
يعاني بنك الدم الوطني من تحديات كثيرة أهمها توفير الوحدات العاجلة من الوحدات المطلوبة وخصوصا في حالات الحوادث والطوارئ والأزمات وتلبية متطلبات للجميع دون استثناء وتغذية الرصيد لسد العجز والفجوة بين العرض والطلب.
قد يبدو الموضوع عاديا ولكنه غاية في الأهمية عندما يتناهى إلى أسماعنا حاجة بنك الدم الوطني المتزايدة من المتبرعين وتجذير عادة التبرع في المجتمع وتحويل القول إلى الفعل؛ وكمتطوع دوري أشاهد الحالات العديدة من المتبرعين والتي مجرد ما تصل إلى بنك الدم وإتمام إجراء فحص قوة الدم ليتضح فيما بعد عدم القدرة على التبرع وأخذها مبررا لعدم التبرع مرة أخرى، وكم من مرة صدمت بأحد الأشخاص يطلب شراء الدم لزوجته اعتقادا منه أن بنك الدم يبيع وحدة الدم عوضا عن تبرعه لرفيقة الدرب بوحدة دم وتقديمها هدية ووفاء لها!
يتحمل بنك الدم مسؤولية الوحدات المستلمة وإجراء العديد من الفحوصات للتأكد من مطابقتها للشروط المطلوبة لإمداد المحتاجين للوحدات بها، وهذا كله لا يكلف المتبرع أي تكلفة سوى الشجاعة والإقدام على التبرع وبشكل منتظم صدقة جارية وعمل خير وتطبيق عملي للفضيلة.
نتحمل جميعا مسؤولية ترجمة المشاعر إلى واقع ملموس والى مجال رحب بعيدا عن التنظير والأنانية وحب الذات فقط لا غير.
وحدة دم واحدة تكفي لإنقاذ حياة مريض تحت العملية أو سيدة حامل أثناء عملية الولادة أو أي حالة طارئة تستدعي المساعدة والنجدة، فهل نتبرع بشكل عام وبشكل خاص لمن تهمنا حياته؟
يحصل المتبرع الدوري بالدم على تأمين صحي لمدة ستة شهور لمن لا يملك تأمينا حكوميا وهذا حافز ايجابي ويمكن رفع مستوى التشجيع إلى أكثر من ذلك وبالطبع في حال توفر المتبرع ونسأل الله أن يحصل ذلك قريبا.
مسؤولية التبرع بالدم ليست سهلة أو عادية؛ إنها توازي النضال والحراك السياسي بل تتفوق على ذلك بالالتزام الإنساني والأخلاقي تجاه إنقاذ حياة إنسان معرض للخطر والموت. بل إنها تعكس الوجه الحضاري للأمم ومثالا للتضحية تماما مثل فكرة البنوك الأخرى: بنك الفقراء، بنك الطعام، بنك الملابس والتي ما هي إلا ترجمة لمعنى ترجمة المبادئ إلى واقع عملي وملموس أثره على الجميع وهذا ما نزال ننادى به ونطالب فهل من مجيب؟
انه الرجاء والأمل بأصحاب الهمم للتبرع بالدم وغيره ولو مرة كل عام وذلك اضعف الإيمان ! .
الرأي