حل فصل الشتاء ونأمل أن ينعم علينا الله بأمطار الخير والفرج ، وإذ تعول الأردن على فصل الشتاء لتخزين مياه الأمطار في السدود والاستفادة منها في نواحي كثيرة كالزراعة والشرب والصناعة ، حيث يعتبر الأردن من الدول التي تعاني فقراً مائياً ملحوظاً ، فهي تعقد الآمال في كل شتاء على مضاعفة مخزون السدود من المياه لتفادي أي مشكلة أو نقص للمياه في فصل الصيف.
نقص المياه أصبح مشكلة تعاني منها العديد من الدول ، والأردن واحد من هذه الدول ، إذ يتعين عليها أن تضع الخطط والبرامج الكفيلة لإيجاد مصدر آخر للمياه وترشيد استهلاك المياه بطرق مبتكرة ، كي يتم الاستفادة منها قدر الإمكان ولا تضيع بالهدر والاستهلاك الغير نافع. فلدينا الكفاءات الوطنية المؤهلة والإمكانات الضرورية التي نستطيع معها ، الحفاظ على المياه والاستفادة منها بالطرق السليمة من غير إهدار أي نقطة للماء.
تكثيف الجهود الرامية لتعزيز مصادر المياه المتواجدة في الأردن ، يساعد ولو بشكل يسيير على إطالة أمد تلك المصادر ووضع القوانين الصارمة التي تحد من أي استنزاف جائر للمياه ، خاصة استهلاك المياه بصورة غير قانونية ، مما ينعكس بشكل سلبي على المخزون الاستراتيجي والمهم للمياه في الأردن. قدرة الأردن على إيجاد بدائل ذات جدوى تعوض نقص المياه وذلك بالاستهلاك المقنن للماء وعدم التفريط بها بمشاريع لا طائل منها بأي حال من الأحوال من أنجع الطرق للحفاظ على ثروة وطنية مهمة.
لا يستطيع أي مجتمع مهما وصل من التقدم والحضارة الاستغناء عن المياه ، بل المياه كانت ولا زالت العمود الفقري لنهضة وتنمية المجتمعات البشرية، والأردن تسعى للقيام بذلك وتحث الخطى من أجل حماية عصب الحياة في المجتمع.
وما نسمع عنه من تعدي غير قانوني وجائر على المياه ، يعتبر مؤشراً خطيراً يجب النظر فيه ودراسته وهو خط أحمر لا يجب تجاوزه! وعلى المعنيين بشؤون المياه تشديد الرقابة لتكون مصادر المياه في مأمن وبعيداً عن أشكال التعدي والهدر ، فالمواطن عليه مسؤولية الحفاظ على مصادر المياه والتي هي مصدر عيشه واستقراره ، والحكومة عليها واجب الحفاظ على ثروة مهمة تبنى عليها جميع صور الحياة..