خبيرة: حليب النمل له قيمة غذائية عالية للنمو يشابه صفات حليب الأم البشري

وذكرت د.الحربي، في تصريح لـ «الأنباء»، أن العلماء فجروا، من بعد اكتشاف حليب صرصور المحيط الهادي والعناكب، مفاجأة كبيرة والتي تمثلت في «حليب النمل»، مشيرة إلى أنهم اكتشفوا في نوفمبر 2022 أن حشرة النمل المعروفة باسم «أوسيري بايروي» تنتج في فترة الحضانة «مرحلة العذراء» حليبا خاصا غنيا بالمغذيات والمواد المعززة للنمو.وأضافت: لأكثر من مائة عام، كان العلماء يضعون النمل تحت المجهر، لكن النمل لايزال قادرا على الاحتفاظ ببعض الأسرار، اكتشف الباحثون شيئا لم يلاحظه أحد من قبل وهو نوع من «الحليب» يفرزه النمل في مرحلة العذراء وهي مرحلة الحضانة، هذا الحليب تستهلكه المستعمرة بالكامل ومهم لصحتها واستمراريتها.وأوضحت د.الحربي أن النملة في مرحلة العذراء تفرز سائلا أبيض غنيا بالعناصر الغذائية والهرمونات والمواد ذات التأثير العصبي، هذا الإفراز يثير سلوك البالغين ويتم استهلاكه من قبلهم ويتناقله الأعضاء لإطعام الصغار من الفم إلى الفم أو من فتحة الشرج إلى الفم. وإذا لم تتم إزالة الإفراز، فإن الشرانق تصاب بالتهابات فطرية وتموت.وتابعت: حليب النمل مشابه في الصفات العضوية لحليب الأم البشري المعروف بالكولستروم الذي يحتوي على نسبة عالية من البروتينات والأجسام المضادة التي تحمي الطفل المولود من الأمراض لفترة بعد الولادة وتكسبه مناعة طبيعية مؤقتة، وللعلم حليب النمل الذي أطلق عليه العلماء «السائل الاجتماعي» مهم لنجاة المستعمرة، فنسبة نجاة الصغار والبالغين تفوق 90%.وقالت د.الحربي إن عالم الأحياء بجامعة «روكفلر» دانييل كروناور علق على الأمر بالقول إنه في الأيام القليلة الأولى بعد الفقس، تعتمد يرقات النمل على السائل تقريبا مثلما يعتمد المولود الجديد على حليب الأم. فالاثنان يؤثران على التمثيل الغذائي وعلى وظائف الأعضاء للصغار.وأضافت: بحسب الدراسة المنشورة في المجلة العلمية nature، صرح الفريق بأن حليب النمل المكتشف مفيد جدا، فإلى جانب احتوائه على هرمونات ومواد منشطة عصبيا فهو غني بالأحماض الأمينية الأساسية والسكريات والفيتامينات مثل حليب أغلب الثدييات. بالإضافة، أن انتاج الحليب ليس فقط في نوع واحد من النمل، ولكن في نوع واحد على الأقل في كل من فصائل النمل الخمس الرئيسية، وأيضا هناك كائنات الأخرى مثل الخنافس والحمام ترضع صغارها بسوائل تشبه حليب الثدييات.