اذا ما كان فعلا طلب الاردنيين جميعا والمضربين تحديدا تخفيض اسعار المحروقات، فلماذا اذن لا يصبرون 12 يوما حتى موعد تخفيضها الطبيعي والذي سيكون اكثر مما يتوقعون ولاسباب تتعلق بالاسعار العالمية؟، ليجنبونا ويجنبوا انفسهم الذهاب باتجاه الفوضى والتي اول من سيدفع ثمنها المواطنون جميعا، وخاصة عندما ترتفع اسعار كافة السلع وبشكل لم تتخيلوه، أفلا يستحق منا الوطن صبر ايام؟.
في الواقع أستغرب ممن يدعون انهم ينتصرون لمصلحة المواطن بتخفيض اسعار المحروقات، بينما هم من يمنعون عنه الغذاء والدواء والمحروقات ويتسببون في كل يوم يمضون به بأضرابتهم الى مصير محتوم وهو ارتفاع الاسعار وانقطاع البضائع من كل الاصناف، وصولا الى جعل المواطنين يبحثون عنها لساعات ولربما لن يحصلوا عليها في قادم الايام وخاصة الغذائية والمحروقات نفسها، ويهيئون بتصرفاتهم بيئة خصبة لتجار الفوضى والذين لن يترددوا للحظة في خلق اجواء سوق سوداء سنعاني منها جميعا، فالكرامة يا سادة تتجلى بالحفاظ على الوطن والمواطنين من ويلات ما قد يحدث اقتصاديا واجتماعيا في حال استمراركم.كل التوقعات تقول ان المحروقات ستنخفض بما يقارب 9% نهاية الشهر الحالي، وانتم من كان يطالب بالغاء الرفعة الاخيرة والتي لم تتجاوز 3.5%، فلماذا اذن تصرون على خلق اجواء نحن بغنى عنها، فهل يعقل ان ما عجزت عنه كورونا واوكرانيا يتحقق لنا على ايدي ابناء الوطن وكل هذا بحجة ان البلد خربانة ومليانة فساد وبحجج لا تمت للواقع بحقيقة ثابتة، باستثناء بعض الشائعات التي هدفها تصفية الحساب، فأين الاصلاح في خلق الفوضى والاضرابات وقطع الارزاق على الناس، ومن هنا نتساءل من هو صاحب المصنع والمتاجر ومن يعمل لديهم اوليسوا اردنيين كما انتم جميعا، ام ان غرور الظهور على مواقع التواصل الاجتماعي والتصوير عبر الفيس والتك توك قد غركم وعظم انانيتكم تجاهنا جميعا.في الواقع انا المس حجم الهجوم على الحكومة وحجم الغضب منها لانها قامت برفع اسعار المحروقات وفق معادلة معمول بها منذ سنوات، ومع ذلك فاي حكومة ستذهب عاجلا ام اجلا غير ان المواطن والوطن ومصالحة باقيان، فلماذا تصرون على التعنت بينما ما يفصلنا عما تطالبون والدخول في موجة تضخم ستجعلنا نقف امامها بلا حول ولا قوة سوى أيام قليلة.سأعترف ولاول مرة بأن الاردن يمر بظروف اقتصادية صعبة رغم كل محاولات التجميل والاطمئنان من قبل الحكومة والتي سعت وبحسب وجهة نظرها الى بث التفاؤل لدى المواطنين غير انها افرطت بالاطمئنان، ومن هنا فالمملكة لم تكن بحاجة لكم ولشراكتكم كما يحتاجكم الان لتدارك فخ السقوط في شبح الافلاس والكساد والركود والتضخم، فما عاناه وما تحمله خلال السنوات الماضية لن يستطيع تحمله الان وليس له قدرة على تحمل أي اهتزاز داخلي لانشغاله في مواجهة التحديات الكبيرة والمفروضة عليه من الخارج، فما الصبر لأجل الوطن والمواطنين واما الاستمرار باحداث واختلاق فوضى ستساهم بدق اخر مسمار في صمود اقتصادنا فيدفع الجميع الثمن، ولكم وللعقلاء الخيار فوطن تحملنا وصبر لاجلنا كثيرا يستحق منا ان نصبر عليه بعض ايام.
12 يوما تفصلنا عن تخفيض 'المحروقات'.. افلا تصبرون
مدار الساعة (الرأي) ـ