مدار الساعة- كتب: جواد الكساسبة
بحجم الألم يا عبدالرزاق
بحجم التجربة يا شهيدنا الدكتور
بحجم حبنا للشهيد معاذ الكساسبة وكل شهداء الوطنبحجم الحسرة ننعى شهيداً،خرج من بيته بعد أن اطمأن على أمه و على أسرته و أمّن إحتياجات بيته، قاد سيارته متوجهاً إلى موقع عمله و لكن هذه المرة على غير العادة فهو بحكم موقعه الوظيفي يداوم نهاية الأسبوع و لكن هناك طوارئ و أحداث، و يجب ان يكون على رأس الواجب في تلك الليلة، في محافظة العز معان، و في الحسينية بلدة مشهور حديثة الجازي رمز الكرامة، تمتد يد آثمة إلى الإتجاه الخاطئ، إلى جسد الشهيد عبدالرزاق، بطلقة أخطأت الهدف الحقيقي، فالشهيد عبدالرزاق ابن قبيلة بني حسن المعروفة بانتمائها الوطني، و هو ابن ختيارة تلملم جراحها على أبنائها الذين سبقوه إلى الرفيق الاعلى، و لم تسمع بالبنك الدولي و لا بصفقة القرن و لا بالنكسة و لا حتى بالفقسة، فهي لا تملك سوى بيتها و قُوتَ يومها و دجاجات و عنزتين، تعلفها لتحظى بمنتوجها البسيط، و هو ابن رجل نزف دماً قانياً بدل الدموع على بهجة عمره و هو الذي يراه الدنيا فهو زهرة متفتحة على مستقبل الايام و هو وجه من وجوه العشيرة، و كثيرٌ هو وصف الاردنيين لمثل حال هذا الشهيد فكل يراه بمنظوره.يا قاتل الشهيد عبدالرزاق، لقد أخطأت الهدف، فَ عبدالرزاق مواطن أردني، ضابط تخرج من مؤتة، جامعة عسكرية نعتز و نفخر بها، و دفع من قوت أبنائه ليكمل دراسته الجامعية بالدراسات العليا، و هو منا نحن الاردنيين نتقاسم و إياه الألم و الغصات، فهو يستلم راتبه آخر الشهر ليصرفه ضرائب و ثمن محروقات و معادلة التسعير و تسديد ديون البنك الدولي، و أبناؤه ربما يشترون الملابس بالمناسبات حاله حالي و حال كل الاردنيين، عبدالرزاق لم يكن صاحب القرار بوصول البلد إلى ما هي عليه بعدما كنا مثالاً يُحتذى به، أصبحنا مثلاً يضرب في التراجع و الديون و قلة الادارة و تراجع الخدمات و التعليم و و و، عبدالرزاق ليس الهدف لو كنت من أصحاب الضمائر الحية، فالهدف معروف لكل أردني، الهدف هم أرباب الفساد و الذين يربضون على صدورنا لسنوات مضت و يتقاسمون رزقنا و حتى المِنح التي تُمنح لهذا البلد على شُحها، الهدف هو من أوصلنا إلى حالنا هذه، عبدالرزاق هو أخي مثلما معاذ الكساسبة و كل شهداء الوطن إخوتي، و اخ لكل أردني ينتمي لهذا التراب الطاهر، و هو ابن كل أبٍ أردنيٍ يشعر معنى الأبوه، عبدالرزاق وِجهةٌ للطُهرِ و ليس ممثلاً للفساد او مدافعاً عنه هو مِنّا هو مِنّا هو مِنّا، رحمك الله يا دكتورنا الشهيد و أدخلك فسيح جناته و جعلك في عِداد الشهداء و هذا عزاؤنا فيك، و أصبركم الله أمه و أباه و أبناءه و إخوته و زوجته و ذويه من العشيرة ، و رحم الله شهداءنا الابرار الأكرم منا جميعاً، و حسبنا الله ونعم الوكيل على كل من تسبب بما نحن فيه و على يد الغدر و انا لله وانا اليه راجعون