مدار الساعة - بقلم د. اخلاص يخلف
ارفع رأسك يا محمد فمن ظفر بأبٍ شهيد لا يطئطئ الهامة.. ارفع هامتك عالياً لتطال السماء لتزف روح الشهيد في مسراها نحو بارئها..
انهض قف شامخا كشموخ البوريه على جبين والدك.. لملم شظايا الروح من حزن الفراق وانسج عباءة العز بالوان العلم لتلف جثمان الشهيد بها وهو يوارى الثرى..
حجّر دموع مقليتك فمن صافح الموت وزنده على السلاح وعيونه ترصد متأهبة كصقر للذود عن وطنه لا تُذرف عليه الدموع .. ومن توضأ بقطرات الندى على شيح وقيصوم الأرض وسجد على سجادة الثرى في ميدان الواجب ليصلي العشاء قبل استشهاده لا تُذرف عليه الدموع ... انه شهيد الليل الذي اشتبك وصحبه مع خفافيش الظلام ونحن ننعم بدفئ الموقد ..
واجه أعداء الحياة بصدره ولم يتزود الا بطاعة الرحمن ودعوات الوالدين .. وحُلم بخلق غدٍ افضل لأبناءه وزوجته.. وشجاعة تتوهج في عينيه لوجه يحمل سمات الأردنيين الذين لا يعرفون الا التضحيه .. وسَبق القائد لرفاقه نحو الموت أذا كان سبيلآ للحياة الفُضلى .. يا محمد يا ابن العقيد .. يا ابن التاج والنجمتين هل من شرف ورتبة وكرامه أعلى من رتبة شهيد .. أنهض قف على قدميك ثابتآ اغرزها في الأرض كما النخيل وعلمهم لتجار المناصب والمغانم الذين أختبئوا في مكاتبهم عند الشدائد أن الشهداء هم وحدهم فقط من يرسمون حدود الوطن ويخلدهم التاريخ في سفر الفداء لأنهم لم يخذلوا العباد كما خذلتهم حكومات واجهت التقشف وعُسر الموارد بالتنظير والاندكروز ولم تخرج من شرنقتها المنسوجة بالحرير لتلامس هموم الناس ..لقد عاد اليوم عريس بلدة كفير في جرش ملفوفآ بالعلم وبدعاء أمهات الشهداء الذين سبقوه مستذكرين أبناءهم الذين قضوا مثله محملين روحه الطاهره سلامات الاشتياق والتوق لرؤياهم لتصل إليهم.. وأكف الأردنيين وعيونهم شاخصه نحو السماء تدعو لهم جميعاً أن يجعل مثواهم في العليين بين الصديقيين .. مُقسمين أن يبتروا كل يد حاقده تمتد للوطن ومقدراته..
يا محمد يا سمي رسول الله يا ابن كل اردنية يا ولدي أحملك وصيتي وأمانتي أن تغرف بيمينك حفنة من تراب قبر الشهيد وانثرها على جبال الأردن وردد لبيك يا وطني ودونك الروح ولا نامت أعين الجبناء