ما يحدث من إضرابات الآن هو حالة شعبية, علينا أن نقرأها ونحللها ونفسرها.. ونقدم حلولا لها, الغريب أننا في الأردن وفي كل محطة تشهد احتجاجا شعبيا, يمارس (البعض) حالة من التشفي في الدولة..
والذين يمارسون هذه الحالة أنواع:أولا: وزراء الحكومات السابقة والذين يبدأون بعرض بطولاتهم في تلك الحكومات وكيف عالجوا الأمر وكم كانت حجم المؤامرة عليهم, وكم صمدوا.. وفي النهاية المقصود تقديم أنفسهم كبديل للوضع الحالي.. وغالبا ما يستعملون المثل العامي: (شو الصوص وشو مرقتو)..ثانيا: منتجات الانتهازية السياسية، وهؤلاء في الغالب تجدهم مع اليسار مرة، واخونجية مرة أخرى..وتجدهم في حفلات السفارات، ويطلون عبر الإعلام بشكل مستمر، لا بل يقومون بزيارات دورية لمؤسسات الإعلام...حتى يضمنوا الظهور الشهري فيها، وهؤلاء بالطبع يدعون الطفر ونظافة اليد، وأغلبهم أعضاء في مجالس إدارات شركات مملوكة للدولة..وحالة التشفي لديهم تكمن في جملة يرددونها دائما وهي: (بطلوا يسمعولنا)...ثالثا: منتجات ورق الدوالي والكوسا.... وهؤلاء فئة مكونة من اعلاميين وسياسيين ويجتمعون غالبا على موائد ورق الدوالي والكوسا، ودائما ما يكون حديثهم محصورا بالمطاعم التي تجيد طبخ هذا الصنف من الطعام..وكيف أنه تفوق على المنسف، وغالبا ما يقدمون وصفات سياسية على مائدة الكوسا..وتتلخص في التشفي المصحوب بالضحك، وبعد أن تتخم البطون..لابد أن يطلق أحدهم جملة: (والله مش عارف لوين رايحين...الله يعين هالبلد)..مع أنهم يمثلون الجزء الأكبر من معاول الهدم والخراب...وضياع الدرب.ثالثا: جماعات الجيم واعداء الكوليسترول...وهؤلاء يجتمعون في المقاهي الفاخرة ويتوزعون بين النواب والوزراء السابقين ومدراء الشركات وأعيان يعتقدون أن الوطن خسرهم، بعد غيابهم عن التشكيلة الحالية...وبعض كبار المسؤولين السابقين الذين استفادوا من علاقات النسب والمصاهرة،وحديثهم غالبا يرتبط بحجم السعرات التي حرقوها..وكم نزل الوزن، وكيف اعتادوا على السيجارة الإلكترونية...وحين يعرض عليهم أحد (توصيلة) يتمنعون بحجة أنهم يريدون العودة للمنزل مشيا على الأقدام..تشعر أن حديثهم (ولدنة)..وغالبا بعد أن يشرحوا كل شيء في الوطن يستعملون جملة: (أنا طلعت الأولاد ع قبرص..وخليتهم يستقروا هناك، ماظل النا خبز هون)..مع أنهم أكلوا الخبز كله...حالة التشفي في الدولة الأردنية، ليست مرتبطة بالمعارضة لأن المعارضة خطابها غالبا ما يكون علنيا..ولكنها مرتبطة برجالات الدولة الذين عبروا، وتسأل أحيانا هل المناصب الرسمية تورث الناس كل هذا الكره...الدولة بحاجة لإعادة النظر في المسؤول، في الوظيفة العامة....وفي الضرائب أيضا، الأصل ألا تفرض على الدخل..ولكن الاصل أن تفرض الضريبة على الأخلاق والمواقف..والمشكلة أن مؤسس الانتهازية السياسية، تجاوز مئة عقد من عمره..,مازال (داير) على محطات الردح الوطني، ويمنحنا الكثير من الوصفات السياسية.Abdelhadi18@yahoo .com
مؤسس الانتهازية السياسية في الأردن
عبدالهادي راجي المجالي
abdelhadi18@yahoo.com
abdelhadi18@yahoo.com
مدار الساعة (الرأي) ـ