كل لاعب مغربي أحضر والدته معه إلى كأس العالم, هل لاحظتم وجوه الأمهات ؟ مثل أمهاتنا تماما, يقمن بعجن الطحين مع الحب في الصباح، والأيدي ما زال عليها بعض الأثر من سكين المطبخ التي تركت جرحا غائرا في اصبع واحدة منهم وهي تقوم (بفرم) البندورة..
المشكلة أن الفريق المغربي الذي انتصر في الدوحة أغلبهم أتى من الحي المحمدي أفقر أحياء المغرب, وأغلبهم من أسر ليست بالسياسية بل بعضهم من المهاجرين الذي ذاقوا الفقر في هولندا وكانت قطعة الخبز تعني لهم الشيء الكثير, وأمهاتهم من السيدات اللواتي تفتحت قلوبهن والعقول على أصوات فرقة (ناس الغيوان).. وصوت العربي باطما, وعبدالرحمن قيروش.. وحين انتصرت المغرب الكل سجد والكل رفع الأكف شكرا لله..بالمقابل لدينا من شجع الفريق المغربي , هم من الذين جلسوا في المقاهي الفاخرة .... من الذين يرتدون (المسيمو دوتي) , وساعات (الرولكس)... وكانت المواقع الإخبارية تعرض لحظة وصولهم بسيارات (اللاند كروزر)... ولحظة رفعهم رايات المغرب, وعرضت صور (البوسات) والعناق.. أنا لم افهم لماذا يتعانقون؟لا تعتقدوا أن منتخب المغرب انتصر؟ من انتصر هم فقراء العالم العربي.. والذين مثلهم مجموعة من الشباب الذين أتوا من أفقر أحياء الدار البيضاء وطنجة.. من انتصر هي ارادة الأمهات، فكل لاعب حين ركض في أرض الملعب لم يكن مدججا باللياقة البدنية, بقدر ما كان مدججا... بدعوات الأم ودموعها..في عالمنا العربي الفقراء وحدهم من ينتجون الانتصارات, وكثير من الأغنياء هم من يختطفون هذا النصر...abdelhadi18@yahoo.com