مدار الساعة -توقع عضو اللجنة الوطنية لليقظة الدوائية ولقاحات كورونا مستشار العلاج الدوائي السريري للأمراض المعدية الدكتور ضرار بلعاوي، دخول (5250) طفلا الى المستشفيات بالمملكة خلال فصلي الخريف والشتاء بسبب الفيروس المخلوي التنفسي.
وأضاف : استنادا الى عدد الأطفال تحت عمر الخامسة بالمملكة، والمقدر بـ (1,5) مليون طفل، فإنه من المتوقع ان يكون هناك (135) ألف زيارة للعيادات الخارجية، و (5250) إدخالا للمستشفيات، بحسب الرأي.ويرى بلعاوي انه بعد هذه الفترة من الفجوة المناعية بعد جائحة كورونا، أصبح «المخلوي التنفسي» أكثر قدرةً على اصابة البالغين، وبالتالي سيزيد الضغط على المستشفيات، سيما بوجود مسببين رئيسين آخرين وهما فيروسا كورونا والانفلونزا، لهذا من المهم تجهيز المستشفيات بالأسرّة والأدوية والتبخيرات والسوائل الوريدية اللازمة، كتداخلات علاجية للاطفال.وبين ان الاحصائيات وانماط الوبائيات العالمية الحالية، تشير إلى أن حوالي 9٪ من الاطفال تحت سن الخامسة المصابين بالفيروس المخلوي التنفسي راجعوا العيادات الخارجية، و 0.35٪ منهم دخلوا المستشفيات للعلاج.وعن طبيعة الفيروسRSV، أوضح بلعاوي انه من الفيروسات التنفسية التي تدخل إلى الجسم من خلال العينين أو الأنف أو الفم، وينتشر بسهولة عبر الهواء من خلال الرذاذ التنفسي الموبوء، ويمكن أن تنتقل العدوى للكبار أو الاطفال عندما يعطس شخص مصاب بالفيروس، أو يسعل بالقرب من شخص سليم، كما يمكن أن ينتقل عبر المصافحة.ولفت الى ان الفيروس يمكن أن يعيش لعدة ساعات فوق الأشياء الصلبة مثل أسطح الطاولات والألعاب وقضبان سرير الطفل، في حين يمكن ان يكون الشخص المصاب به ناقلا للعدوى بأقصى حد خلال الأسبوع الأول بعد بدء الإصابة، أما الرضع والأشخاص المصابون بضعف جهاز المناعة، فقد يستمرون بنشر الفيروس حتى بعد زوال الأعراض، وذلك لمدة تصل إلى أربعة أسابيع.وبخصوص أعراضه، فإنها وفق بلعاوي مشابهة لفيروس كورونا والفيروسات التنفسية الاخرى، لذلك فإن الفحص المخبري هو الوحيد القادر على التفريق بينهم.وأكد ضرورة التوجه الى قسم الطوارئ، إذا كان الطفل يعاني من الجفاف، أو صعوبة وسرعة بالتنفس، أو ارتفاع في درجة الحرارة الذي لا يتجاوب مع أدوية خافضات الحرارة، أو يميل جلده أو شفتاه أو قواعد أظافره إلى اللون الأزرق، حيث إنّ معظم المرضى يتحسنون بقسم الرعاية الداعمة، ويمكنهم غالبًا العودة إلى المنزل بعد أيام قليلة.وأوضح بلعاوي انه لا يوجد علاج محدد لفيروس الجهاز المخلوي ولا لقاح، وتستمر الأعراض عادة لمدة أسبوع أو أسبوعين، وتزول من خلال تناول الكثير من السوائل والراحة، وبالنسبة لبعض الأطفال، يمكن أن يكون مرضا أكثر خطورة، وقد يحتاج الطفل إلى البقاء في المستشفى حتى يتمكن من الحصول على أكسجين إضافي.وفي ما يتعلق بالبالغين، قال إنه مرض خفيف لدرجة أنّهم لا يدركون اصابتهم به، ويستمرون بالتفاعل مع الآخرين. لذلك ننصح البالغين بعدم الاختلاط مع المرضى صغار السن.وللوقاية من «المخلوي التنفسي»، ركز بلعاوي على تعليم الأطفال السعال والعطس في منديل ورقي أو في مرفقيهم بدلاً من أيديهم، ومحاولة الحفاظ على نظافة الأسطح التي يتم لمسها، والبقاء في المنزل عند المرض.ونفى ان يكون هناك اتحاد بين الفيروس وكورونا، فهناك ما يسمى بالحدود الفصيلة، ولكل منهما عائلة مختلفة عن الآخر.وأشار الى ان الولايات المتحدة الأميركية تشهد ارتفاعا غير مسبوق لإصابات فيروس المخلوي بين الأطفال، ولا تتعقّب المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها (CDC) حالات الاستشفاء أو الوفيات بسبب هذا الفيروس، إسوة بالإنفلونزا، لكنها لفتت إلى ارتفاع حالات الإصابة بالفيروس في أجزاء كثيرة من البلاد، فاقت 500٪ مقارنةً بالسنوات السابقة.وتؤكد الدراسات كما بين بلعاوي أنّ معظم الأطفال سيصابون بالفيروس المخلوي التنفسي في مرحلة ما قبل بلوغهم الثانية من عمرهم، إذ انه فيروس شديد العدوى ولا يسبب غالبًا مرضًا خطيرًا، باستثناء البالغين المسنين، أو الذين يعانون من أمراض مزمنة في القلب، أو الرئة، أو ضعف جهاز المناعة، وعند بعض الرضّع والأطفال.وفي سياق متصل، كشف ان شركة فايزر أعلنت أنها ستتقدم لوكالة الغذاء والدواء الأميركية بملف لقاح جديد للفيروس المخلوي في نهاية 2022، حيث أثبتت حمايته بنسبة 82٪ من التهابات الرئة الشديدة بالنسبة للاطفال الرضّع خلال أول 90 يوماً من حياتهم، و 70٪ خلال ستة أشهر.