انتخابات نواب الأردن 2024 اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للاردنيين احزاب رياضة أسرار و مجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة مقالات جاهات واعراس مناسبات مجتمع دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة كاريكاتير طقس اليوم رفوف المكتبات

8 مليارات نسمة


فارس الحباشنة

8 مليارات نسمة

مدار الساعة (الدستور) ـ نشر في 2022/12/07 الساعة 01:38
حسب تقرير مؤسسات دولية تابعة للامم المتحدة فان الكرة الارضية بلغ عدد سكانها سقف 8 مليارات نسمة بالتمام والكمال.
النسبة العددية تتحدث عن الاحياء، وفيما لم تشر الى عدد الموتى، ومن قضوا بسبب ازمات واوبئة، و طوارئ طبيعية.
كم مر على الكرة الارضية من بشر، وقد قضوا ورحلوا بفعل قانون الموت الحتمي ؟!
و تصوروا الكرة الارضية وخرائطها وتضاريسها، ولو ان الموت انعدم ؟
علماء وخبراء السكان يقولون ان تعداد الكرة الارضة سوف يصل الى 10 مليارات في حلول عام 2080.
توقع رقمي يطرح تحديات دقيقة وحصرية حول التنمية المستدامة وتحقيقها.
و بمفهوم طبيعي نحو الانسان والحاجات البيولوجية وامكانية توفيرها، وترسيخ الحق البيولوجي المعنوي والبئية،و المناخ،و الصحة العامة.
معادلة يبدو انها ستكون في مواجهة تحديات كبرى، وكما انها اصبحت بعيدة المنال، وفي خضم ازمة اقتصاد واقتصاد الجشع والاحتكار، واقتصاد لا عادل، و يؤسس لحالة من عدم التوازن في النظام العالمي، من يملك ومن لا يملكون !
و انا اقرا خبر الامم المتحدة وبلوغ عدد سكان الكرة الارضية لـ8 مليارات فردا، تساءلت في نطاق المفهوم الشخصي والعام، هل الكرة الارضية تحتمل مزيداً من الولادات ؟
السؤال في جوهره عدمي وجودي.. لماذا نولد، وما دواعي الولادة، وماذا يمكن ان نفعل ؟ وما هي مسؤولية الفرد لما بعد الولادة، وماذا يمكن ان يقدم للبشرية ؟
لربما ان الخبر طرق على مسامع البشرية تعدادها دون النبش ما وراء الهواجس الانسانية الوجودية لرقم 8 مليارات.. وجل الاسئلة المطروحة، على المستوى السياسي والاجتماعي والصحي والطبيعي والمناخي والبئي، والاخلاقي والاقتصادي، والغذائي، والمواد الطبيعية، والاوبئة والعيش المشترك الممكن والمستحيل.
اجابات تراجيدية لسياق مأسوي، فما هو مصير الانسان بعد بلوغ تعداد 8 مليارات ؟
نسمع اجابات لنوع ما دبلوماسية بغطاء ديني وعلمي، وظرفية في الاجابة عن الاولوية والحاجة البيولوجية والحياتية للانسان الاني .
و لكن، جذر السؤال المتفجر والمقلق، لماذا يولد الانسان بالاصل، والسؤال عن الولادة، ولماذا نأتي للحياة اصلا ؟
الانسان لم يتبنه بعد الى النمو الديمغرافي على الكرة الارضية.
و مازال تيار مؤمن بان ارتفاع معدلات الولادة والخصوبة يعكس بخصوص تحسين مستوى الحياة ونطامها وارتفاع الامل ببقاء الانسان حيا. ويضعون ذلك في واجهة كيف انتصر الانسان على الطبيعة وواجه قسوتها، وتناسوا لعنة الطبيعية ونقمتها.
فماذا يعني زيادة عدد سكان الكرة الارضية ؟ اكتظاظ وازدحام، وحرق سريع للموارد الطبيعية الحية، وارتفاع الكثافة، وتقلص في الرفاهية اسلوب الحياة والرخاء الحياتي والمعيشي، ويزداد الانسان شقاءا ومعاناة ومكابدة.
و المعادلة السليمة طبيعيا يجب ان تقوم على رجحان كفة الكون وثرواته ومقدراته مقابل عدد السكان وتقلصه.
الطبيعة في خطر، والانسان لم يحفظ الود مع الطبيعة، وحور وحول في هويتها، واستنزف موادرها وخيراتها، ولم يحترم شروط التعايش، وكما لو ان الانسان ليس منبثقا من الطبيعة وروحها.
عقدة مركزية الانسان الكونية صنعت منه وحشا ومستعمرا للطبيعة واستغلالها واكتساحها، وتسخيرها بشكل غير عادل لخدمة تطلعاته اللانهائية.
الطبيعة اليوم غاضبة، وفي خضم علاقة غير متوازنة وعادلة بين الانسان والطبيعة، وعدم اكتراث الانسان لقدسية العلاقة واصولها.. فالطبيعة تفرز غضبها من احتباس حراري وارتفاع درجات الكرة الارضية، والتغيير المناخي .
و فيما يخلف رقم 8 مليارات فرد سؤالا وجوديا عن الجدوى من الحياة، والجدوى من الولادة والانجاب، وبالتالي،السؤال عن ماهية حضور الانسان في هذا العالم.
مدار الساعة (الدستور) ـ نشر في 2022/12/07 الساعة 01:38