بدأت الحرب الروسية الأوكرانية بتاريخ 24/2/2022 وما زالت مستمرة حتى كتابة هذه المقالة. وكانت أسبابها التي وضحها فلاديمير بوتين رئيس الإتحاد الروسي. هي: عدم إلتزام القيادات في أوكرانيا المتتالية بالمعاهدات والمواثيق الدولية بينها وبين الإتحاد الروسي. وقد حاول بوتين توجيه عدة إنذارات وتحذيرات من القيادة الروسية للقيادات الأوكرانية المتتالية للكف عن ذلك ولكن دون جدوى. ولقد تجرأت القيادات الاوكرانية بتلك الافعال بتشجيع ودعم من أمريكا ومجلس الدول الأوروبية المشتركة وما تبقى من دول الحلف الأطلسي. ومنذ أن تولى بوتين الرئاسة في الإتحاد الروسي وهو يخطط لإعادة إعتبار الإتحاد السوفياتي وهيبته واكبر دليل على ذلك إعادته لجزيرة القرم لأحضان الإتحاد الروسي من اوكرانيا بالقوة في عام 2014. وبعد ذلك واجهت القيادة الروسية فرض عقوبات قاسية وعديدة عليها من الأمم المتحدة التي تتحكم في قراراتها الولايات المتحدة التي تترأس حلف الأطلسي. واستمر بوتين في التوثيق والتخطيط والتنظيم وإدارة موارده والعمل الدؤوب والإعداد لمواجهة العقوبات والإختراقات والتجاوزات للمعاهدات والإتفاقيات المستمرة من قبل القيادات المتتالية في أوكرانيا وكذلك تجاوزات بولندا في تخزين الصواريخ النووية والهيدروجينية والكهرومغناطيسية من حلف الناتو (الأطلسي) على اراضيها، آخذا بعين الاعتبار مواجهة أمريكا وحلف الناتو التي تقوده ومن يدور في فلكهم. لقد إعتمد الرئيس بوتين على خبراته السابقة المتراكمة عندما خدم مع معظم القيادات الروسية التي سبقته وعلى خبراته المخابراتية لأكثر من سبعة عشر عاما في المخابرات الروسية وخدمته كرجل مخابرات مخضرم في المخابرات الروسية في بعض الدول الأوروبية وأهمها ألمانيا وبريطانيا ومعرفته عن قرب بنقاط الضعف والقوة عندهم وخبراته في غيرها من دول العالم. وقد عمل بوتين وفريق عمله في القيادة بشكل متواز على إصلاح وضع بلاده السياسي والإجتماعي والإقتصادي والمالي والتجاري في الإتحاد الروسي، وذلك عن طريق تحرير البنك المركزي الروسي من ملكيته لعائلة روتشيلد وطردهم من روسيا إلى خارجها.
وعمل أيضا على توطيد علاقاته مع رئيس التنين الصيني شي جين بينغ ومع رئيس كوريا الشمالية كيم جونغ اون ومع قيادات كل من الهند والباكستان وتركيا (أحد دول الناتو المهمة) وإيران وشراء الطائرات المسيرة منهما، وسوريا التي تعتبر قاعدة أساسية لروسيا في الشرق الأوسط، وغيرها من دول العالم غير المتفقة والمنسجمة مع سياسات أمريكا وحلف الناتو ومن يدور في فلكهم من الدول. علاوة على إستغلال اسلحة الطاقة التي تمتلكها بلده والتي تعتمد عليها دول مجلس الإتحاد الاوروبي. إضافة على حصوله على الدعم الكامل من زعيم دولة الشيشان رمضان قدروف وزعيم دولة بيلا روسيا (روسيا البيضاء) ألكسندر لوكلشينكو، وبعد أن تأكد من حياكة جميع خطوط خطته بشكل متين ومحكم، غزى أوكرانيا للمرة الثانية. وها هو يحارب ليس أوكرانيا فحسب يل يحارب معها بشكل غير مباشر دول مجلس الإتحاد الأوروبي ودول حلف الناتو الذين يدعمون أوكرانيا بالمال وباحدث ما يملكون من القوى العسكرية المتطورة. وبعد دخول الحرب الروسية الأوكرانية شهرها العاشر، تؤكد جميع المؤشرات أن خطة بوتين نجحت وستنجح في المستقبل لأن دول الإتحاد الأوروبي بدأت خيوط شبكة إتفافهم تتفسخ فيما بينهم وفيما بينهم وبين أمريكا ومازالت روسيا مستمرة في حربها ولم تضعف نهائيا. لقد راهنت أمريكا ودول الناتو على إستنزاف قدرات روسيا العسكرية مع إطالة زمن الحرب ولكن الذي حصل هو العكس. وأصبحت دول مجلس التعاون الأوروبي وحلف الناتو بقيادة أمريكا يطالبون القيادة الأوكرانية وعلى راسها فلوديمير زيلينسكي رئيس أوكرانيا قبول الأمر الواقع والتفاوض مع القيادة الروسية برئاسة فلاديمير بوتين. إلا أن بوتين صرح بأنه لا ولم ولن يقبل التفاوض مع القيادة الأوكرانية إلا بعد إعترافهم وأميريكا ودول حلف الناتو جميعا بضم روسيا لكل الأقاليم التي سيطرت عليها روسيا وهي: لوهانسك، دونيتسك، زاباروجيا وخيرسون الّتي تشكل مجتمعة حوالي 15% من أراضي أوكرانيا في 30 سبتمبر 202،2 حتى لو أدى إستمرار الحرب إلى حرب عالمية ثالثة مدمرة وفانية لمعظم مقدرات وشعوب العالم.
بوتين إلى أين في الحرب الروسية الأوكرانية
مدار الساعة ـ