نجحت الجهة المنظمة -وهي اللجنة القطرية والجهات الدولية المتعاونة معها نجحت بامتياز في تنظيم المونديال بشهادة الجميع، بنت ملاعب مدهشة، وشوارع حلوة، وقدمت تسهيلات إدارية هائلة! ولكنها نسيت بناء فريق وطني منافس! وهكذا ظهر التباين في الأولويات: هل هو كرم الضيافة والإغداق على البناء أم إعداد الفريق!
الجهات المنظمة لا تحتاج شهادة ، ولكن كان لديها إمكانات مادية ومالية وإعلامية هائلة! هزمت منتقديهاوفاجأت الجميع بقرارات تنظيمية: دفاعية وهجومية هذه قرارات كان التخطيط لها من سنوات! فكان لديها رؤية، وهذا سر نجاحها التنظيمي! وإن كان لم ينجح في إعداد اللاعبين! هذه المقدمة ليست عن جهة محدّدةإطلاقًا ، فكما قلت : الجهة المنظمةأثبتت كفاءتها، لكني وجدت تشابهًا أرجو أن لا يتمَّ بين إدارتنا التربوية و إدارة المونديال!بدأت إدارتنا التربوية بالحديث عن بنية النظام، وقالت إن العيب هو في المرحلة الأساسية، وبالتحديد في تشعيب المهني والأكاديمي، فكان الحل هو في بدء التشعيب من الصف التاسع!وهذا يعني أننا سنصرف أموالًا كبيرة، لأن كلفة التعليم المهني تفوق كثيرًا كلفة الأكاديمي، وقد تصل إلى أكثر من الضعف إذا فتحنا تخصصات تقنية متطورة!وبهذا تشابهنا مع ما فعلته الجهة المنظمة للمونديال! دوم امتلاك أموالها. وبدأنا نتحدث عن التوجيهي،"أبو سنتين" وهذا يعني إحداث تغييرات مستحيلة في عدد كبير من المدارس الثانوية التي لا يتوافر فيها حتى معلمو تاريخ أو تربية إسلامية، فما بالك بمدرسة ثانوية توفر معلمين لعشرات المواد الجديدة التي يجب أن تقدمها كل مدرسة لتوفر خيارات لكل الطلاب!تمامًا بدأنا بالبنية التحتية، ولم يكن للطلبة والمعلمين أي دور!بدأنا بالتنظيم ، وسينال المنظمون أوسمة ومكافآتٍ، ولن يسأل أحد ماذا قدمنّا للطالب والمعلم والتدريس والصف ، وما هي خطتنا؟ وما نموذج المتعلم المنشود؟ وما شأن التغيرات البنيوية في تحقيق هذا النموذج؟ وما شأن التوجيهي بهذا النموذج المطلوب؟ وما نموذج التعلم الذي نؤمن به؟ وما علاقة المناهج الذي بدأنا بها قبل سنتين بما سنفعله بعد ثلاث سنوات؟التطوير التربوي يستحق نظرة متكاملة قد لا تكون البنية التنظيمية خطوتها الأولى، هذه ليست دعوة للإحباط لكن آمل أن لا تنسى إدارتنا التربويةإعداد الفريق الأول وهو الطلبةوالفريق الثاني الذي يضم المعلمين! لا نريد أن نقول:نجحت العملية ومات المريض!إعداد الفريق أولًّا!
عبيدات يكتب: المونديال والإدارة التربوية
مدار الساعة ـ