تداول الأردنيون في الأيام القليلة الماضية، فيديو لسفيرة الولايات المتحدة الأميركية الجديدة لدى البلاط الملكي الهاشمي، السفيرة يائيل لامبرت، وهي تتناول ساندوتش شاورما من مطعم شعبي في وسط عمان، والفيديو قديم تم تصويره للسفيرة في وقت سابق اثناء إحدى زياراتها الرسمية للأردن ولعدد من دول المنطقة، لكن السفيرة أو افراد طاقمها قام بإعادة بثه، في حركة ذكية تهدف الى كسب قلوب وثقة الاردنيين بابسط الطرق واقلها كلفة وتكلفة، بأن تشعرهم أنها بسيطة مثلهم، تأكل مما ياكلون، وتتحدث بلغتهم.
والسفيرة الأميركية الجديدة ليست هاوية في العمل الدبلوماسي ولا مبتدئة فيه، ولم تشغل موقعها بالواسطة، فهي تتربع على تاريخ غني في العمل السياسي والدبلوماسي، ففي سيرتها الذاتية انها شغلت العديد من المواقع المهمة في سلك الدبلوماسية الأميركية منها: أنه سبق لها وأن تولت مهام القائم بالأعمال في سفارة الولايات المتحدة بلندن بعد أن كانت نائبا لرئيس البعثة فيها لمدة عامين.وقد سبق لها أن شغلت منصب نائب مساعد بالإنابة لوزير الخارجية مكلفة بشؤون مصر وشمال إفريقيا، كما كانت مديرة سامية بمجلس الأمن القومي لشؤون المشرق وإسرائيل ومصر، بالإضافة إلى عملها مساعدة خاصة للرئيس الأميركي من 2015 إلى 2017. كما عملت في البعثة الدبلوماسية الأميركية في طرابلس. كما ترأست وحدة الشؤون السياسية الداخلية بسفارة الولايات المتحدة في مصر. بالاضافة إلى مهام اخرى منها إدارة شؤون العراق في مجلس الأمن القومي والمسؤولة عن الحوكمة في سلطة الائتلاف المؤقتة في بغداد، ومساعدة خاصة لوكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية مكلفة بشؤون جنوب آسيا والشرق الأدنى. كما أشرفت على مكتب العراق بالوزارة وألحقت بمكتب منع انتشار الأسلحة النووية التابع لوزارة الخارجية، وبالقنصلية الأميركية العامة في شنغاي.بالإضافة الى سيرتها الدبلوماسية الحافلة فان لدي السفيرة يائيل كذلك ثراء علميا، فقد تخرجت من كلية الخدمة الخارجية بجامعة جورج تاون، وحازت شهادات البكالوريوس والدراسات العليا، كما ان سجلها حافل بالجوائز فقد نالت العديد من جوائز الشرف والاستحقاق من وزارة الخارجية. منها جائزة الرتبة الرئاسية وجائزة الخدمة المتميزة من مجلس الأمن القومي.هذه السيرة الأكاديمية والمهنية تقول إن السفيرة يائيل لامبرت امتلكت مفاتيح النجاح، وأولها البساطة التي تقربها من الناس دون حواجز بان تأكل من اكلهم وتتواجد بينهم وتعرف عاداتهم وتقاليدهم، وهو سر من أسرار النجاح توصل إليه الغربيون مبكرا وهم يخططون للسيطرة على هذه المنطقة من العالم، فارسلوا ماسمي فيما بعد بالمستشرقيين لدراسة ثقافة سكانها ولغتهم وعاداتهم وتقاليدهم، وقد تبين فيما بعد أن نسبة كبيرة من هؤلاء المستشرقين كانوا ضباط مخابرات واستطلاع مهدوا لاحتلال المنطقة بأقل الخسائر الممكنة.ولما كان هدف الدبلوماسي الناجح تحقيق مصالح بلاده وكسب الاصدقاء لها، فان أول مايسعى اليه هو كسب ثقة الناس الذين يعمل بينهم، بأن يشعرهم بانه مثلهم، متواجد بينهم ويتكلم بلهجتهم ويأكل مما ياكلون.ومثل الدبلوماسي كذلك القائد السياسي الناجح، كالشهيد وصفي التل الذي كان بسيطا وقريبا من الناس بفطرته وبحكم تربيته في بيت أبيه شاعر الاردن عرار، فكان طعامه المفضل المريس، وغيره من طعام الأردنيين، وهذا سبب رئبسي من اسباب تعلق الاردنيين بالشهيد وصفي التل، فقد كانوا ومازالوا يؤمنون بانه واحد منهم متواجد بينهم ويحس بهم.
عن وصفي ودبلوماسية الشاورما
مدار الساعة (الرأي) ـ