كثيرة هي سلبيات العولمة لمن يبحثون ويركزون على السلبيات. لكن أحد اهم ايجابيات العولمة وخاصة آلياتها التكنولوجية- التي نحمد الله انها محايدة - أنها فضحت غطرسة ونفاق الغرب أمام الملايين وعلى كافة المستويات في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي بشكلٍ لم يسبق له مثال في التاريخ وكل ذلك بفعل العولمة. إذ لم يعد هذا النفاق وهذه العنصرية والاستعلاء حبيس الزمان والمكان والكتب والمقالات والتصريحات التي لم يكن لكل الناس القدرة على الإطلاع عليها.
اليوم؛ كما فضحت العولمة مشاهد القتل والدمار والحروب ومراكب اللاجئين والمهاجرين في البحر ومشهد الفقر والجوع والحرائق والإرهاب واغتيال النشطاء والصحفيين؛فإنها بالقدر نفسه فضحت بشكلٍ صارخ ثقافة النفاق والعنصرية في الثقافة الغربية بشكلٍ عام. كما كشفت لأول مرة عن نوع من الإرهاب الثقافي والإجتماعي الذي لا يقل خطورة عن الإرهاب السياسي الذي يكافحه كل العالم. نعم هناك الكثير من الشواهد والممارسات السابقة على مدار التاريخ لهذا السلوك المتغطرس للغرب المتوحش من الاستعمار إلى الاحتلال وشن الحروب؛ لكنه ظهر هذه المرة بوضوح وبكل بشاعته بعد أن مزقت العولمة التكنولوجية، وأذابت قناع الشمع الذي كان يخفي وجه . ولقد شاءت الأقدار ان يكون مسرح إزالة الأقنعة هو كأس العالم لكرة القدم العالمية في قطر كأهم حدث ثقافي - اجتماعي معولم، سيكون له تداعيات حضارية وثقافية وسياسة واسعة وعميقة على المدى البعيد.رغم ضغوط العولمة بإتجاه عالم يتخطى أودية الخلاف والصراع وردمها إلا أن الغرب يصر على ترسيخ صراع الحضارات الذي لن ينجو منه أحد.
الشرفات يكتب: على هامش الهجوم على قطر.. العولمة، كرة القدم، العنصرية
مدار الساعة ـ