انتخابات نواب الأردن 2024 اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للاردنيين احزاب رياضة أسرار و مجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة مقالات جاهات واعراس مناسبات مجتمع دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة كاريكاتير طقس اليوم رفوف المكتبات

مساعده يكتب: وصفي الأنقى والأبقى في ذاكرة التاريخ والوطن


أ.د. عدنان مساعده
• كاتب وأكاديمي/ جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية حاليا • عميد كلية الصيدلة سابقا/ جامعة العلوم والتكنولوجيا الاردنية وجامعة اليرموك • رئيس جمعية أعضاء هيئة التدريس سابقا

مساعده يكتب: وصفي الأنقى والأبقى في ذاكرة التاريخ والوطن

أ.د. عدنان مساعده
• كاتب وأكاديمي/ جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية حاليا • عميد كلية الصيدلة سابقا/ جامعة العلوم والتكنولوجيا الاردنية وجامعة اليرموك • رئيس جمعية أعضاء هيئة التدريس سابقا
مدار الساعة ـ نشر في 2022/11/28 الساعة 06:37
كان جنديا بحق آمن بأن الجندية شرف لا يدانيه شرف، وهي الحصن المنيع الذي يحمي الوطن، وفيها الردع القوي لكل من يحاول المساس بالثوابت الوطنية ومقومات الدولة الأردنية الراسخة.... وكان قائدا وزعيما مهابا بحق ... وكان فلاحا عشق الأرض والزراعة بحق ... وكان سياسيا ومفكرا ورجل دولة بحق .... ما هادن باطلا ولا رضخ لأية ضغوط مهما كانت، وخصوصا اذا كان الأمر يتعلق بوطنه الذي أحب.
نعم، ان من يعشق الأرض يكون بفطرته منتميا، ويمتلك روحا وثابة لا تعرف الوجل أو الخوف، وخصوصا اذا كانت هذه النفس تحمل مشروعا كبيرا وهما وطنيا يتجاوز كل الحدود والآفاق.. هذا هو وصفي النقي الصلب والمخلص الوفي الذي مارس الانتماء الحقيقي واقعا، وكرّس معاني الولاء كرجل دولة شجاع غير هياب ولا مرتاب مؤمنا بأن خدمة هذه الأرض والاهتمام بالزراعة والانتاج تحقق السيادة الوطنية وتحفظ كرامة الانسان.
وما زال نهج وصفي راسخا في حياة الأردنيين، وكان بحق رجل الدولة الاستثنائي حيث لم يسع لجمع ثروة أو مال، لأنه كان نظيف اليد وقوي الحجة والبيان في تسمية الأمور بمسمياتها بكل جرأة، وخصوصا اذا تعلق الأمر بالوطن فلا مجال للخطأ او التقصير بالقضايا التي تتعلق بالشأن العام حيث كانت ترتعد أمام أمانته وصدقه ونبله وقوته فرائص الفاسدين وتجار المواقف من الانتهازيين وأصحاب المصالح الضيقة، وكان يأبى أن تصافح يده فاسدا أو وصوليا حيث امتلك الفراسة في اختيار الأوفياء المخلصين مطلقا نهج العمل الجاد والمسؤول وترسيخ الضمير المؤسسي الذي انعكس على الأداء ضمن سيادة القانون ومنعة الدولة وهيبتها، فلا يتجرأ متخاذل على العبث بمقدرات الوطن أو النيل من كرامة الوطن والمواطن.
نعم، لقد اقترن اسم راحلنا العظيم شهيد الوطن والأمة في نفوس الأردنيين وعلى امتداد الوطن حيث كان وما زال نهجه رمزا للاخلاص والتفاني وتحقيق المنجزات، وكان مقتنعا بأن بناء الانسان فكرا وتعليما وثقافة وانتماء يقود الى العطاء والانتاج القادر على تحقيق الاكتفاء الذاتي وتحقيق الأمن الغذائي عن طريق استثمار الارض التي كان يعتبرها نفط الأردن وعماد سيادته.
أي وصفي، ستبقى أيها الفتى الأسمر الأجمل والأنقى في قلوب الأردنيين وعلى امتداد هذه الأرض التي عشقتك كما عشقت أنت تضاريسها ولك فيها حكايات جميلة كبهاء طلتك ونبلك وسيرتك. أيها الحاضر بيننا، أننا ندرك أن رصاصات الغدر والخيانة ستبقى نارا تحرق وجوه المجرمين والحاقدين، وإن نالت من جسدك الطاهر، فإنها لم تنل من نهجك وفكرك ومدرستك وصلابة مواقفك التي كانت كالجبال الراسيات التي لا يهزها ريح، ولسان حالك يقول سنبقى أشد عودا وأكثر صلابة نقف في وجه التحديات بأنفة وكبرياء... ولتطمئن روحك الطاهرة وجسدك المسجى بدفء تراب شيحان والبلقاء والمفرق وفي كل مكان يفوح منها رائحة سنابل قمح بلادي وزيتونه وماؤه العذب الزلال تاركا لنا رسالة ترجمتها فعلا وقولا أن قافلة الشهداء لن تتوقف من أجل أردن الكرامة والعزم ...
رحم الله وصفي الذي عاش حرا أبيا مخلصا لوطنه وقضايا أمته ورحل بطلا مغوارا لا يهاب الردى في سبيل نهج أمن به لينهض بوطنه وقضايا أمته بصلابة الرجال الرجال الاوفياء الصادقين .. رحمك الله ايها العاشق المتيم بحب هذه الأرض وقد نلت شرف الشهادة، ولا نامت أعين الجبناء.
مدار الساعة ـ نشر في 2022/11/28 الساعة 06:37