من أهم الصفات التي تحافظ وتحفز على الاستمرار بالحياة ونجاحها وسهولة عيشها والتمتع بالإيجابيات منها هي الأمل بالله، والتفاؤل بالوطن والأجيال المتعاقبة ورجالاته، بغض النظر عن الزمن والظروف والنوع في هذا الزمن أو ذاك، بحيث ننظر للاستمرارية ولا نقف عند ظرف أو زمن ما، لأن الأمل وليس غيره من يصنع الخير للبشر ومجتمعاتها ويحقق الإيجابية، ويرفع من المعنوية لدرجة تبقي النفس البشرية قوية وصامدة أمام كل المعيقات في هذه الحياة سواء كانت من السياسات الحكومية، أو من السلوك الاجتماعي الواقع تحت تأثير متناقضات التكنولوجي، ?و من ضعف الأداء هنا وهناك.
إن الأثر لهذا الأمل هو النهوض بالنفس الوطنية والإنسانية لتحقيق النجاح والفلاح ولو بنسب معينة، ويصبح هذا السلوك متعاكسا مع التشاؤم واليأس الذي يدمر العلاقة بين الإنسان ومجتمعه وأبناء وطنه.هنا نبحث جميعاً عن الأدوار التي يجب سلوكها واعتمادها من قبل الفرد أولاً ومن قبل الحكومات وسياساتها، والتي يفترض بها ممارسة الولاية العامة لقيادة المجتمع وأهم ما فيه صناعة الأمل والتفاؤل المجتمعي أمام الصعوبات الاقتصادية والمعيشية والبطالة وغيرها، والتي يتعرض لها المجتمع منذ فترة لأسباب كثيرة تعصف بالبشرية جمعاء.وكما أن الأمل والتفاؤل هو حسن الظن بالله سبحانه وتعالى، فهو أيضاً بنفسك وبمن حولك، لأنه النظام الوحيد الذي يهذب الاخلاق والسلوك ويزيد من الادراك والوعي والمعرفة لنصل الى الثقة التي يمكن أن تصبح أعلى وأسمى مراتب حسن الظن بالأمل والتفاؤل في التعامل والتعايش الإنساني، وتقبل المعيقات والصعوبات بنفس الدرجة التي يكون عليها التفاخر بالإنجازات والنجاحات.وكما أن الله سخر لنا الدنيا وكل ما فيها وعليها لنتدبرها ونعيشها بأسبابها ومسبباتها، ولكن تحت مظلة الأخلاقية الجامعة والتي من طبيعتها مختلفة من شخص لآخر ومن مجتمع لآخر ومتفاوتة من زمن الى زمن، وهذا الذي لا يجب أن يعطينا الحق في أن نصغر من الهمم والعزائم وكل منا يحسب أنه محق وقد أحسن صنعا.وهنا فانني لا أدعي أن الأمور كلها تمام وقمر وربيع، لكنها سنة الحياة وتقلباتها، ولكن ليس محبباً الحديث عن تفاصيل الواقع الصعب بشكل دائم وكأن الكثير أصبح مدمنا على ذلك ولا يرى أو يحاول أن يصنع شيئا ولو يسير من الامل، ان الحياة لخالقها والغنى والفقر بيده، فلا نتجاوز وصف النقد الذاتي الى جلد الذات الوطنية بكل تفاصيلها والاستسلام لليأس الذي لن يغير شيئا، ولنتذكر سيدنا يعقوب الذي لم يفقد الامل بلقاء ولده يوسف والتقاه، اذاً صناعة الأمل مسؤولية الجميع، وأن لا نشتغل بتقييم أنفسنا كثيراً هذا صالح وهذا طالح، فالإنسان?خلق من ماء وطين، فمن غلب طينه ماءه صار حجراً ومن غلب ماؤه طينه صار نهراً، إن الأسماك تضع آلاف حبات الكافيار غالية الثمن، وهي صامتة والدجاجة تضع بيضة واحدة بعد طول وكثرة نقيق، تعلق بالأمل وسيسأل الله الصادقين عن صدقهم فكيف بغيرهم.