فوقف الضفدع هاتفا.. "بدنا إنشِّل أمل الإنسان".. "بدنا نلعن شرف الإنسان"..فنظر اليه الاسد نظرة بطرف عينه.. معناها اسكت..واكمل الاسد حديثه عن حجم المعاناة مع الانسان.. واثناء حديثه.. قاطعه الضفدع مرة ثانية وثالثة بنفس الهتاف.. والاسد يرمقه بعينه ويعني اسكت ولا تقاطعني..فحين ضاق الاسد ذرعا من الضفدع قال "في بيناتنا حيوان برمائي.. عيونه طالعات من راسه.. شكلي رايح اقص خبره"..حينها وقف الضفدع هاتفا.. "بدنا إنشِّل أمل التمساح".. "بدنا نلعن شرف التمساح"..ذكرت هذه القصة كمقدمة.. لكي اقول يا جلالة الملك..المسؤولون الذين تحدثت عنهم.. مطالبا اياهم بالتنحي عن مناصبهم ان هم غير ملائمين لها.. كالضفدع الذي تحدثت عنه في المقدمة.. يا مولاي.. نحن في الاردن للاسف قليل منا من يفهم بالتلميح.. وقليل جدا من يستجيب للطلب غير المباشر..كثير منا يا سيدي حتى وان علم انه المقصود.. يقنع نفسه ان الحديث عن غيره.. ويخرج بالتصريحات ليدلل ان غيره هو المقصود..فنحن من نتفنن في الدقر والمجاكرة..ونحن الذين نفهم في كل مناحي الحياة اكثر من غيرنا.. نحن من نحب ونقدس الانا..ونحن من نستحي مِن التنحي عن الكراسي والمراكز..نحن من نحب ان نتشمت بكل من ترك منصبه.. ونعلم يقينا انه بالاصل ليس مكتوب باسمه..نحن تربينا على المثل الشعبي.. "مين بيحكي عن زيته مغشوش؟!"..طبعا "إلا من رحم ربي" حتى لا اعمم..مولاي.. لا بد وان اجهزتنا الرقابية -الامنية والمدنية- ترصد اداء كل مسؤول.. وتعلم كيف اتى.. ومَن جاء به.. وهل هو فاسد او جيد.. وهل يمارس عمله بنظام الشللية والمحسوبية.. او انه على مسافة واحدة من الجميع.. وهمه الاول والاخير مصلحة العمل ام لا..وإن اركنَّا على ان يتنحى السيء والفاسد من تلقاء نفسه.. وهو مقتنع اصلا بانه الافضل والاحق.. وإلا لما قبل بالمنصب منذ البداية.. فسوف ننتظر حتى قيام الساعة.. ولن يتنحى ذلك المسؤول عن كرسيه.. واظنه سيوصي بان يدفنوا معه كرسيه..مولاي.. اقولها واجري على الله.. وانا ان شاء الله الناصح الأمين.. إن لم يتم اقالة المقصر ومحاسبته اولا بأول.. وسحبه من منصبه دون رأفة.. ودون اخذ خاطر لنفسيته ولمن هو داعم له.. وتوجيه الحديث له مباشرة دون تلميح..فابشرك سيدي بانه لن يبادر.. وسوف نبقى نضحي بالجيدين المخلصين غير الفاسدين.. وستقوى شوكة الفاسدين اكثر مما هي عليه..