"ليف طاهور" طائفة يهودية صنفتها إسرائيل بال “الخطيرة"، ينتمي لها اليوم أكثر من ٣٥٠ عضوا يحمل معظمهم جنسيات مزدوجة من بينها الإسرائيلية والأمريكية، واليوم تتصدر الطائفة عناوين الأخبار لمداهمة السلطات المكسيكية بالتعاون مع الموساد مجمعاً تعيش فيه في المكسيك.
في ثمانينات القرن الماضي أسس الحاخام اليهودي "شلومو هيلبرانس" طائفة أرثودوكسية متشددة اسمها “ليف طاهور" وتعني بالعربية " القلب الطاهر والنقي" وتمارس الطائفة التعاليم الدينية بصرامة، وينتمي مؤسس الطائفة "هيلبرانس" لعائلة علمانية بعدما قرر أن يسلك طريق "التوبة" والدراسة بمدرسة دينية يهودية في القدس، حتى أصبح حاخاما وبدأ بجمع الاتباع من حوله، مقرراً بعدها الهجرة الى الولايات المتحدة الامريكية مع أتباعه الذين بلغ عددهم حوالي ال ٢٠٠ شخص بسبب مضايقات من الإسرائيليين أنفسهم الذين وصفوا الطائفة بالمتطرفة والخارجة عن شرع اليهودية بسبب مناهضتها للصهيونية ورفضها قيام دولة إسرائيلية على حساب الأراضي الفلسطينية.في بداية التسعينات وخلال استقرار جماعة "ليف طاهور" بالولايات المتحدة حدث ما لم يكن بالحسبان؛ حيث تم اعتقال الزعيم "هليبرانس" وسجن بتهمة خطف صبي عمره ١٣ عاماً، وتم ترحيله لإسرائيل وتقدم هناك بطلب للجوء الى كندا بعد تعرضه واتباع طائفته" للاضطهاد" بسبب تعاليمهم المناهضة للصهيونية على حد قوله!حصل "هليبرانس" بالفعل على حق اللجوء مع أتباعه عام ٢٠٠٣، حيث وضعت كندا أطفال الطائفة بمراكز رعاية أسر التبني اليهودية، ومنعت ١٢٧ طفلا ينتمون للطائفة من مغادرة أراضيها بسبب مخاوف على سلامتهم.في عام ٢٠١٤ غادر" هليبرانس" كندا، وتنقل مع أفراد طائفته بين عدة دول في جزر الكاريبي حتى استقر أخيرا في غواتيمالا ، التي لم ترحب بأفراد الطائفة لرفضهم الانخراط في المجتمع، وارسال اطفالها الى المدارس المحلية، واتهمت البلاد الطائفة بالإساءة للسياح، أما أعضاء الطائفة فقرر البعض منهم المكوث في غواتيمالا بينما سافر آخرون للمكسيك واستقروا في الغابات، ومن بينهم المؤسس" هليبرانس"، الذي لقي حتفه غرقاً في نهر بالمكسيك عام ٢٠١٧ أثناء تأديته طقوسا دينية، واعتقلت حينها السلطات المكسيكية بعض الأعضاء وقامت بتسليمهم لأمريكا لمحاكمتهم بقضايا تتعلق بانتهاك حقوق الأطفال والاعتداء والخطف، كما اعتقلت المكسيك مؤخراً بالتعاون مع الموساد اثنين من الطائفة بعد مداهمة مسكنهم للاشتباه بممارستهم الاتجار بالبشر، وارتكاب جرائم جنسية من بينها الاغتصاب .أما اليوم.. فتحاول إسرائيل احكام قبضتها على الطائفة لأسباب عدة منها مطالبة الأخيرة اللجوء السياسي من إيران وإعلان ولائها للمرشد الأعلى وحكومته، وأطلقت إسرائيل لقب "طالبان اليهودية" على الطائفة بسبب القوانين الصارمة التي تفرضها على أعضائها المشابهة لقوانين "طالبان"، مثل اجبار الفتيات على ارتداء الحجاب منذ عمر الثالثة، والسماح للرجال الأكبر سناً في الطائفة بالزواج من المراهقات القصر، كما يمنع على الجميع استخدام وسائل التكنولوجيا كالهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر